سلْ بالغويرِ السائقَ المغلِّسا – مهيار الديلمي
سلْ بالغويرِ السائقَ المغلِّسا … هلْ يستطيعَ ساعة ً أنْ يحبسا
فإنَّ في الدَّارِ رذايا لوعة ٍ … نوقاً ضعافاً وعيوناً نعَّسا
وثملينَ ماأداروا بينهمْ … إلاَّ السُّهادَ والدُّموعَ أكؤسا
ما علمتْ نفوسهمْ أنَّ الرَّدى … ميقاتهُ الصُّبحُ إذا تنفسا
راخِ لهمْ فإنَّهم وفدُ هوى ً … يرضيهِ أنْ تروِدَ أوْ أنْ تسلسا
تركتَ من خلفكَ أجسامهمُ … وسقتَ ما بينَ يديكَ الأنفسا
اعطفْ لهمْ شيئاً فلو لمْ ينفسوا … على الشُّموسِ في الخدورِ منفسا
لأغرقوكَ دمعة ً فدمعة ً … وحرَّقوكَ نفسا فنفسا
أينَ تريدَ عنْ حياضِ حاجرٍ … أنْ تستجيزَ الخضمَ والتَّلسُّسا
وهلْ على ماءِ النَّخيلِ مطعنٌ … إذا وردتَ مثلثاً أوْ محمسا
وفي الحمول سمحة ٌ ضنينة ٌ … تبذلُ وجهاً وتصانُ ملمسا
شنَّتْ على الكنَّاسِ حتّى لمْ تدعْ … للرِّيمِ إلاَّ حمشناً أوْ خنتسا
تبسمَ عنْ أشنبَ في ضمانهِ … نطفة ُ مزنٍ لقبها اللعسا
سلسالة ٌ إنْ لمْ أكنْ عرفتها … رشفاً فقدْ عرفتها تفرُّسا
يا هلْ إلى ذاكَ اللمي وسيلة ٌ … تبلُّ لي هذا الغليلَ اليبسا
أمْ هلْ إلى ذاكَ الهلالَ نظرة ٌ … إمَّا بملءِ العينِ أوْ مختلسا
بلْ كلَّ ما بعد المشيبِ مسمحٌ … ماكسَ أوْ منجذبٌ تشمُّسا
ومنْ عناءِ اليدِ أن تبغي الجنا … والسَّاقُ خاوٍ والقضيبُ قدْ عسا
لامتْ على تعزُّلي إذْ أبصرتْ … جحفلَ شيبٍ هاجما ومحمسا
تنَّكرتهُ مذْ رأتهُ بلجة ً … ضاحية ً أنْ عرفتهُ حندسا
بيضاءَ أعشتْ في السَّوادِ عينها … فاشتبه الصُّبحُ عليها والمسا
إذا تلفعتُ بها منصَّعاً … ماكنتُ منْ صبغتها مورَّسا
منتبذاً نبذَ الحصى يردُّني … نقدُ العيونَ أخزرا وأشوسا
فلمْ تكنْ أوَّلَ حالٍ غبطة ٍ … أحسنَ فيها زمني ثمَّ أسا
هو الّذي ما جادَ أوْ ضنَّ ولا … رقَّ على مرة ٍ إلاَّ قسا
وقدْ ألفتث خلقهُ تمرُّناً … بهِ على لونيهِ أو تمرُّسا
حلفتُ بالحلقِ الطَّلاحِ صعبتْ … على الوجى سوقاً ولانتْ أرؤسا
مثلَ القسيِّ كلُّ ظهرٍ فوقهُ … ظهرٌ بإدمانِ السُّرى قدْ قوِّسا
منْ كلِّ فتلاءِ تطيعُ المرسَ ال … مثنى عليها أو تعودَ مرسا
تقامرُ الأخطارُ في نفوسها … على لطُّلابِ غنْ زكاً وإنْ خسا
يخبطنَ يطرحنَ الرُّبى عجرفة ً … في الوفدِ يطلبنَ العتيقَ الأملسا
إذا فرقنَ الموتَ لمْ يفرقنَ ما … ديِّثَ منْ أرضٍ وما توعَّسا
حتّى يؤدينَ الشخوصَ بمنى … مكبراًً للهِ أوْ مقدِّسا
لاضاعَ منْ يعتمدُ الحظُّ بهِ … منْ قسمة ٍ على عميدِ الرؤسا
أروعُ لاترعى الخطوبُ ما رعى … ولا تشلُّ غارة ٌ ما حرسا
أبلجُ بسَّامُ العشيِّ ما غدا … وجهُ الجدوبِ في الثُّرى معبِّسا
مباركُ الصَّفقة ِ يهتزُ الغنى … في كلِّ ما صافحَ أو ما لمسا
يفرِّجُ التَّقبيلُ عنْ أناملٍ … لو قارعَ الصَّخرَ بهنَّ انبجسا
جادّ على اليسرِ فلمّا أفلستْ … بهِ عطايا اليسرِ جادَ مفلسا
لا يحسبُ المالَ يغطي عورة ً … عارية ً ما غطَّتِ العرى الكسا
أرهفُ للأعراضِ منْ عزمتهِ … أصمعَ ما أنبلَ إلاَّ قرطسا
إذا رمى غايتهُ بظنِّهِ … كفى يقينَ غيرهِ ما حدسا
قالَ فأعدى الخرس بالنُّطقَكما … حسَّنَ عندَ النَّاطقينَ الخرسا
وقامَ يبغيْ حقّهُ منْ العلا … حتّى إذا جازَ النُّجومَ جلسا
موقّرُ المجلسِ إمَّا هوَ في ال … دستِ احتبى أو ركنُ ثهلانَ رسا
إذا سطاهُ أوحشتْ جليسهُ … فاضَ عليها بشرهُ فأنّسا
ذبَّ على الخليفتينِ رأيهُ ال … منصورُ ذؤبانَ الخلافِ الطُّلسا
أصحرَ في إثرِ العدوِ عنهما … أغلبُ ما وافى إلاَّ فرساَ
خلافة ُ اللهِ رقى مشيّداً … منها الّذي كانَ أبوهُ أسَّسا
طهَّرها تدبيرهُ فلمْ يدعْ … إزاءها منْ العبادِ نجسا
رقى منْ الأعداءِ كلَّ حيَّة ٍ … أصمَّ لو كانَ يحوهِ لنهسا
كمْ قدْ جلوتَ الحقَّ عنْ بصيرة ٍ … عمياءَ فيها وكشفتَ لبسا
أنفقتَ ميراثكَ في طاعتها … جناهُ أيُّوبُ الَّذي قدْ غرسا
تمنعَ منْ قناتها منْ رامها … بالعجمِ أو أدردتْ عنها الأضرسا
أنتَ الَّذي أحيا الزَّمانَ راعياً … منْ سننِ المجدِ بهِ مادرسا
قومكَ كنتَ في اقتفاءِ سعيهمْ … زرارة ٌ في الفخرِ تتلو عدسا
قدْ كبَّرتْ لكَ العلا وشكرتْ … نشركَ ذاكَ الكرمَ المرمَّسا
بكَ اعتلتْ ناري وهبَّتْ عاصفا … ريحيَ والتفَّ قضيبي واكتسى
وطمعتْ في زمني فضائلي … وكنتُ منْ إنصافهِ مستيئسا
إنْ أجدبتْ أرضي صبتُ مزنة ً … أوْ ادجنتْ حالي لحتَ قبسا
ساهمتني يسركَ والعسرَ ترى … بخسَ العلا وغبنها أنْ أبخسا
لا تذخرِ الأنزرَ تضطرَّ لهُ … ولا تضنُّ ما وجدتَ الأنفساَ
فلا تصبني فيكَ يدُ حادثٍ … أومضَ أو بارقُ خطبٍ أربسا
ولا تزلْ تلينَ لي منْ عنقِ ال … أيَّامِ فظَّاً في مقادي شرسا
وعاودتني بادئاتُ نعمٍ … منكَ إذا استوحشتُ كانتْ أنسا
ضافية ٌ تفضلُ عنْ ذلاذلي … لا أنزعُ الحلَّة َ حتّى ألبسا
قدْ راعني العامَ افتقادُ رسمها … وأنْ إرى مطلقهُ محتبسا
حاشاكَ منْ تطيُّري على العدا … منْ سطرها الثابتِ لي أنْ يطمسا
ديني وفي الشِّتاءِ بعدُ فضلة ٌ … يوضحُ منها المشكلَ الملتبسا
فسمحْ بها واسمعْ لها قواطنا … شواردا ملايناتٍ شُمسا
تطوي الفجاج لمْ ترحِّلْ ناقة ً … لها ولمْ تسرجْ إليها فرسا
لا ترهبَ الجنَّة َ في غريفها … إنْ أعتمتْ لا تخافُ العسسا
عذائراً تكونُ ما شئتَ بها … كلّ ضحى ً تهنئهُ معرِّسا
قدْ أمنتْ بحصنها وصونها … عندَ الرِّجالِ كلَّ ما تخشى النِّسا
ما كتبتْ أوْ قرئتْ لمْ تترك … لغيرها مخطة ً أو مدرسا
تشفعُ للنيروزِ فيما جاءَ منْ … قبولكمْ مبتغياً ملتمسا
ثمَّ يعودُ مثلها عليكمُ … بألفِ عيدٍ عربا وفرسا
في نعمٍ يقينها وحقُّها … يغني الليالِ عنْ لعلَ وعسى