سليمة الأزدي – سيف الرحبي

سُليمة الأزدي()

السهامُ التي انطلقت في بطن ذلك القفر المعتم،

الغليظ العتمة، من قوس سُليمة الأزدي

باتجاه والده مالكٍ

وباتجاه مُقلة التاريخ

ليستْ سهام غدرٍ وخيانة

بل سهامُ محبة

في ذلك الليل القصيّ من شبه الجزيرة…

رغيانُ جمالٍ وهديرُ بحار

مواقدُ تسفوها الرياحُ بشدة

كان هُناك الأعداءُ المدحورون

وكانت السهامُ التي تستعدُ للانطلاق

نحو القلب.

() هو سُليمة ابن ملك عُمان، مالك بن فهم الأزدي، الذي جاء مع قبائل الأزد من اليمن بعد خراب سد مأرب وحكم عُمان بعد طرد الغزاة الفرس عنها وحكم بعض أبنائه الأنبار والحيرة.

تقول الرواية إن ابنه سليمة كان في نوبة حراسته ذات ليلة إذ سمع صوتاً من مكان ما، سدد إثره السهم فأخرسه فإذا بمصدر الصوت والده مالك بن فهم الذي عبر عن هذه المفارقة المأساوية لحظة احتضاره، بقصيدته المعروفة التي يقول فيها:

أعلمهُ الرماية كل يومٍ ::: فلما اشتد ساعده رماني