سلا من سلا مَن بنا استبدلا – مهيار الديلمي

سلا من سلا مَن بنا استبدلا … وكيفَ محا الآخرُ الأوّلا

وأيّ هوى ً حادث العهد أم … س أنساه ذاك الهوى المحوِلا

وأين المواثيقُ والعاذلاتُ … يضيق عليهنّ أن تعذُلا

أكانت أضاليلَ وعدِ الزما … ن أم حلمَ الليلِ ثم انجلى

وممّا جرى الدمعُ فيه سؤا … لُ من تاه بالحسن أن يسألا

أقول برامة َ يا صاحبيَّ … معاجاً وإن فعلا أجملا

قفا لعليل فإنّ الوقوفَ … وإن هو لم يشفهِ علَّلا

بغربيّ وجرة َ ينشدنه … وإن زادنا صلة ً منزلا

وحسناء لو أنصفتْ حسنها … لكان من القبح أن تبخلا

رأت هجرها مرخصا من دمي … على النأي علقا قديماً غلا

ورُبَّتَ واشٍ بها منبض … أسابقه الردَّ أن ينبلا

رأى ودَّها طللا ممحلا … فلفَّق ما شاء أن يمحلا

وألسنة كأعالي الرماح … رددتُ وقد شرعتْ ذبَّلا

ويأبى لحسناءَ إن أقبلت … تعرُّضها قمرا مقبلا

سقى الله ليلاتنا بالغوي … ر فيما أعلَّ وما أنهلا

حياً كلّما أسبلت مقلة ٌ … حنينا له عبرة ً أسبلا

وخصَّ وإن لم تعد ليلة ً … خلت فالكرى بعدها ما حلا

وفى الطيفُ فيها بميعاده … وكان تعوّد أن يمطُلا

فما كان أقصر ليلى به … وما كان لو لم يزر أطولا

مساحبُ قصَّر عنّي المشي … بُ ما كان منها الصِّبا ذيَّلا

ستصرفني نزواتُ الهمو … م بالأرب الجدِّ أن أهزلا

وتنحتُ من طرفي زفرة ٌ … مباردها تأكل المنصُلا

وأغرى بتأبين آل النب … يّ إن نسّبَ الشعرُ أو غزّلا

بنفسي نجومهم المخمداتِ … ويأبى الهدى غير أن تشعلا

وأجسامَ نور لهم في الصعي … د تملؤه فيضيء الملا

ببطن الثرى حملُ ما لم تطقْ … على ظهرها الأرضُ أن تحملا

تفيض فكانت ندى ً أبحرا … وتهوى فكانت علاً أجبُلا

سل المتحدِّي بهم في الفخا … ر أين سمت شرفات العلا

بمن باهل اللهُ أعداءه … فكان الرسولُ بهم أبهلا

وهذا الكتابُ وإعجازه … على منْ وفي بيت منْ نزّلا

وبدرٌ ووبدرٌ به الدّينُ ت … مَّ من كان فيه جميلَ البلا

ومن نام قومٌ سواه وقام … ومن كان أفقهَ أو أعدلا

بمن فصلَ الحكم يوم الحنين … فطبَّق في ذلك المفصلا

مساعٍ أطيلُ بتفصيلها … كفى معجزا ذكرها مجملا

يمينا لقد سلّط الملحدون … على الحقّ أو كاد أن يبطُلا

فلولا ضمانٌ لنا في الطهور … قضى جدلُ القول أن نخجلا

أألله يا قومُ يقضي النبيُّ … مطاعا فيعصى وما غُسِّلا

ويوصى فنخرصُ دعوى علي … ه في تركه دينه مهملا

ويجتمعون على زعمهم … وينبيك سعدٌ بما أشكلا

فيُعقب إجماعهم أن يبي … ت مفضولُهم يقدمُ الأفضلا

وأن ينزعَ الأمرُمن أهله … لأنّ عليّاً له أهِّلا

وساروا يحطّون في آله … بظلمهمُ كلكلا كلكلا

تدبّ عقاربُ من كيدهم … فتفنيهمُ أوّلا أوّلا

أضاليلُ ساقت مصابَ الحسين … وما قبلَ ذاك وما قد تلا

أميّة ُ لابسة ٌ عارها … وإن خفيَ الثأرُ أو حصِّلا

فيومُ السقيفة يا بن النب … يّ طرّق يومك في كربلا

وغصبٌ أبيك على حقِّه … وأمَّك حسّنَ أن تقتلا

أيا راكباً ظهرَ مجدولة ٍ … تخالُ إذا انبسطت أجدلا

شأت أربعَ الريح في أربعٍ … إذا ما انتشرن طوين الفلا

إذا وكَّلتْ طرفها بالسما … ء خيل بإدراكها وكِّلا

فعزَّت غزالتها غُرّة ً … وطالت غزال الفلا أيطلا

كطيّك في منتهى ً واحد … لتدركَ يثربَ أو مرقلا

فصلْ ناجيا وعليَّ الأمانُ … لمن كان في حاجة ٍ موصلا

تحمَّلْ رسالة َ صبٍّ حملتَ … فناد بها أحمد المرسلا

وحيِّ وقلْ يا نبيّ الهدى … تأشَّب نهجُك واستوغلا

قضيت فأرمضنا ما قضيتَ … وشرعك قد تمَّ واستكملا

فرامَ ابنُ عمّك فيما سنن … تَ أن يتقبَّل أو يمثُلا

فخانك فيه من الغادري … ن من غيَّر الحقَّ أو بدّلا

إلى أن تحلّت بها تيمها … وأضحت بنو هاشم عطَّلا

ولما سرى أمرُ تيم أطا … ل بيتُ عديٍّ لها الأحبلا

ومدّت أميّة ُ أعناقها … وقد هوّن الخطبُ واستُسهلا

فنال ابن عفّانَ ما لم يكن … يُظنّ وما نال بل نوِّلا

فقرَّ وأنعمُ عيش يكو … ن من قبله خشنا قلقُلا

وقلّبها أردشيريّة ً … فحرَّق فيها بما أشعلا

وساروا فساقوه أو أوردوه … حياضَ الردى منهلاً منهلا

ولما امتطاها عليٌّ أخو … ك ردَّ إلى الحقّ فاستثقلا

وجاؤا يسومونه القاتلين … وهم قد ولُوا ذلك المقتلا

وكانت هناة ٌ وأنت الخصيمُ … غداً والمعاجلُ من أمهِلا

لكم آل ياسين مدحي صفا … وودّي حلا وفؤادي خلا

وعندي لأعدائكم نافذا اذا ضاق بالسير ذرعُ الرفيق ملأتُ بهنّ فروجَ الملا … تُ قوليَ ما صاحبَ المقولاسقط بيت ص

فواقرُ من كلّ سهمٍ تكون … له كلُّ جارحة ٍ مقتلا

وهلاَّ ونهجُ طريقِ النجاة … بكم لاح لي بعد ما أشكلا

ركبتُ لكم لقمي فاستننتُ … وكنتُ أخابطه مجهلا

وفُكَّ من الشِّرك أسري وكا … ن غلاًّ على منكبي مقفَلا

أواليكمُ ما جرت مزنة ٌ … وما اصطخب الرعد أو جلجلا

وأبرأُ ممن يعاديكمُ … فإن البراءة َ أصلُ الولا

ومولاكمُ لا يخاف العقابَ … فكونوا له في غدٍ مؤئلا