سكون أرواح – بنت الهدى الصغرى

سكونُ أرواحٍ يُعانقُ العتمه
بغربةِ الصحرا وليلةِ الغمّه
يا ليلةً باتت سماؤها خيمه
عمودُها محني لمَدمعِ الغيمه

علا أنينٌ هل يُبكي الهوى أمَّه
أم انّهُ طفلٌ دنَت لتَشتَمّه
من ثغرهِ الظامي ترجو ولو كِلمه
بخدّه الشاحِب تُعاتبُ النَّسمه

يا عبد الله ..
__

تهزّ بالمهدِ ودمعُها يَهمي
معَ هدأةِ الليلِ تحسُّ باليتمِ
تضمّهُ لكن تضنى من الهمِّ
تخشى على النحرِ من قُبلةِ السَهمِ

عدَدتُ ايامَك اليومَ باليومِ
وعمرُكَ الوردي يمرُّ كالحُلمِ
فأين عيناكَ عن قلبيَ المدمي
هلّا تناغيني يا أمي يا أمي

يا عبد الله..

احنُّ أن القاك تطوفُ ما حَولي

وحيثُما سرتُ تَسيرُ في ظلّي
عاماً على عامٍ تشبُّ يا طفلي
ثمّ على عجزي تسعى إلى حَملي

يا مؤنس الدارِ يا أصغر الأهلِ
يا عطر احلامي يا وردة الحقلِ
أنفاسُكَ الأولى تسبيحةُ الليلِ
أخشى غداً تخفى في باطنِ الرملِ

يا عبد الله..
__

غدًا إذا حلَّ عليّ ليلُ الآه
فمن سأسقيهِ الحليبَ يا طفلاه
ومن اناغيهِ فتلمعُ عيناه
ومن سيضحكُ لي لو قلتُ عبد الله

الامّ لو قالوا لها ابنك مقروح
تهديهِ كي يشفى بالحبِّ ماء الروح
لكن ايا طفلي وخاطري مجروح
ما حالُ من قالوا لها ابنكِ مذبوح

يا عبد الله..

كلمات: بنت الهدى الصغرى