سقى زمناً ببابلَ عقربيُّ – مهيار الديلمي

سقى زمناً ببابلَ عقربيُّ … مليٌّ بالّذي يروي ويرضي

عنيفُ السَّيرِ أوطفُ مستمرٌ … على غلواءِ ما يقضي ويمضي

يزورُ الأرضَ بعدَ جفائهِ في … قضيضٍ منْ زماجرهِ وقضِّ

سقى فجرى فأسمنَ كلَّ ضاوٍ … يمرُّ بهِ ورفَّعَ كلَّ خفضِ

فمنْ ملانَ بعدَ الغيضِ ضاغنْ … ومنْ ريَّانَ بعدَ اليبسِ غضِّ

وكرَّمَ أسرة ً كانوا إذا ما ان … تجعتْ زلاليَ الصَّافي وحمضي

همْ حملوا وسوقُ الدَّهرِ عنِّي … وهمْ نشطوا عرى نسعي وغرضي

أضاءوا مذهبي فسرحتُ طرفي … وسيعاً بعدَ إطراقي وغضّي

وقاموا بينَ أيَّامي وبيني … فلمْ تقتلْ ولا راعتْ بنبضِ

حموا وجهي ولمْ أسالْ سواهمْ … وأعطوا كلَّ نافلة ٍ وفرضِ

فأصبحُ فيهمُ وأروحُ عنهمُ … إلى وفرينِ منْ مالي وعرضي

فهل منْ حاملٍ شوقي إليهمْ … على ما فيهِ منْ ألمٍ ومضِّ

فحاملهُ فموصلهُ إليهمْ … على بزلاءَ ينحلها وينضي

يؤمُّ الزابيينَ بها ويعلو … قويقاً بينَ تقريبٍ وركضِ

فيسمعَ ثمَّ سامعة ٍ كراما … أيامى العيشِ بعدهمُ ويفضي

وإنِّي مذ نأتْ دنيايَ عنهمُ … منْ الدُّنيا على هجرٍ ورفضِ

أقضِّي ما أغالطُ منْ زماني … بلوعاتٍ تكادُ عليَّ تقضي

فكمْ أحيا وفي بغدادَ بعضي … على مرضي وفي تكريتً بعضي

ومسبوقينَ في طرقِ المعالي … وإنْ زجروا بحثٍّ أوْ بحضِّ

أصاحبهمْ فيمسي الودُّ منهمْ … على زلقٍ منَ الشَّحناءِ دحضِ

وأبرمُ فيهمُ مدحاً متاناً … فتلقاها وعايبهمْ بنقضِ

ولو حامى كمالُ الملكُ عنِّي … رعيتُ الخصبَ في دعة ٍ وخفضِ

إذاً لأعادَ سلسالا نميراً … على عاداتهِ ثمدي وبرضي

فدتكَ أبا المعالي كلَّ كفٍّ … تقصِّرُ عنكَ في بسطٍ وقبضِ

وكلُّ مدنَّس الأبِ لا بحتٍّ … يميطُ العارَ عنهُ ولا برحضِ

دعيٌّ في الفضائلِ كلِّ يومٍ … لهُ نسبٌ يجيءُ بهِ ويمضي

نأى بكَ جمرة ً بالغيظِ تسري … إلى سوداءِ مهجتهِ وتفضي

كرمتَ ففي عطايا الغيثِ شوبٌ … وماءُ يديكَ منْ صافٍ ومحضِ

ويعطي النَّاسُ منْ جدة ٍ وتعطى … عطاءَ الحمدِ منْ دينٍ وقرضِ

وتخجلكَ المواهبُ وهي كثرٌ … كأنَّكَ مسخطٌ ونداكَ مرضي

قضى اللهُ الكمالَ فكنتَ شخصاً … لصورتهِ وخلقُ النّاسِ يقضي

شريتكَ بالبريّة ِ بعدَ قطعي … طريقَ الإختيارِ بهمْ ونفضي

ورعتُ بكَ النَّوائبَ وهي فوقي … وتحتي بينَ حائمة ٍ وربضِ

فقدْ أسلمتني بنواكَ حتّى … نسلنَ قوادمي وبرينَ نحضي

فها أنا بينَ حاجاتي وشوقي … لفتٍّ منْ مخالبها ورضِّ

أزمُّ إليكمُ قلبي وعيني … بآية ٍ فيكمُ جذلي وغمضي

أسادتنا كمِ الإبطاءُ عنكمُ … وصبركمُ على الهجرِ الممضِّ

ألمَّا يأتكمْ وقتكمُِ المسمى … ألمَّا يأنِ زبدكمُ بمخضِ

فكمء سخطًٍ على الدُّنيا وصدٍّ … عنِ الدَّولاتِ وهي على التَّرضي

حديثكمُ يبرِّحُ بالمعالي … فنهضاً إنَّها أيَّامَ نهض

أراها أينعتْ ودنا جناها … وأذعنَ ختمها لكمُ بفضِّ

عسى أقذي بقربكمُ عيونا … حسدنّ عليَّ منْ حزنٍ وبرضِ

ويبردُ منْ أعاديكمْ وشيكاً … زفيرَ جوانحَ بالهمِّ رمضِ

وبعدُ فما لكمْ أغفلتموني … وأخلبَ بارقٌ منْ بعدِ ومضِ

أظنا انَّني عنكمُ غنيٌّ … بحليِّ أو بتطوافي وركضي

معاذَ اللهِ والعهدِ المراعى … ولو أنضيتُ تامكتي ونقضي

وتعويلي من النيروزِ وفدا … على متنجِّزٍ لي ومستنضِّ

فلا تتوهوا لي خصبَ مرعى … إذا قعدتْ سماؤكمُ بأرضي