سراج – بدر شاكر السياب
أراع يطويي بحار الظلام … أو سراج في غرفة المستهام
شاحب الضوء يرقب الشاعر … السهران تبكيه نائبات الغرام
خافق مثل فلبه حين يطغى … راعش مثل دمعه في انسجام
أعليه لنجمة الصبح وعد … بلقاء فبات نضو سقام
فهو نبع تحت الظلام فريد … لو روى قلب ظاميء من أوام
و هو أرجوحة الظلام و ظل … حركته أنامل الأنسام
و جناح يبيت ينتظر الفجر … خفوق بغصنه المتسامي
مر طيف من الحبيبة يهفو … للقاء المعذب المستضام
فطواه اللظى وبات دخانا … يطرق الليل نفحة من قتام
فرويدا كفى السراج اعتسافا … انه غال رائع الأحلام
بأسى الليل باحتراق الفراشات … بدمع من النفوس الظوامى
بسهاد الفتى بما بين جنبيه … بما للنجوم من آلام
رحمة أيها السراج بمن أحص … يت آهاته وراء الظلام
لا تسامره إنه شاعر ضل … بدنيا الخيال و الأوهام
أذان الصبح أن يلوح فدعه … يسعد الطرف لحظة بمنام