ستردني – عبدالعزيز جويدة

سَتَرُدُّني …

أقسمتَ باللهِ العظيمِ وقُلتَها

سَتَرُدُّني

وفتحْتَ لي بابًا جَديدًا للأملْ

ونَصحتَني

في الحبِّ دومًا

كُلُّ شيءٍ مُحتَملْ

ستعودُ لي

وتَضُمُّني

وتُعيدُني مِن حيثُ كُنتْ

بالأمسِ واللهِ العظيمِ

حَلُمتُ بِكْ

وحَضنتَني

قَبَّلتَني في جَبهتي

وبكيْتَ فوقَ وِسادَتي

وسمعْتُ أثوابي تُصفِّقُ

عندَما أشعلْتَني

فلقد تَعِبْنا مِن سنينِ الثلجِ

يَطفو فَوقَ سَطحِ سَفينتي

أَرسِلْ وُرودًا

واكتُبْ على كلِّ البطاقاتِ الرقيقةِ دائمًا

“مَحبوبتي” ، و”حبيبتي”

سأظلُّ خلفَ البابِ

أَستجدي قُدومَكْ

لا لن أقولَ ولن أُعيدَ

ولن ألومَكْ

يَكفي بأنكَ عُدْتَ لي

يومًا سألتُكَ عن مَواعيدِ القدومِ

وقلتَ لي :

لا تَسألي

سأجيءُ مثلَ الضوءِ

مِن بابِ صغيرْ

سأجيءُ مثلَ العطرِ

أو ماءِ الغديرْ

أنا لو أتيتُكِ فجأةً

فلربَّما سيكونُ فوقَ تحمُّلِكْ

واللهِ لن تتحَمَّلي

ظَلِّي المليكةَ فوقَ عرشِ القلبِ

لا تَتبدَّلي

أرجوكِ لا تتنازلي

في عِطرِ أنفاسي أشُمُّكِ بَهْجَةً

كحدائقٍ لا تَنتهي

مَنْ قَالَ أَنَّكَ فِي هَوَاكَ مُخَيَّرُ

أَنَا عَاشِقٌ للعِطْرِ أَمْسكُ في الشَّذَي بِصَبَابَتِي

فَيَفُوحُ مِنِّي العَنْبَرْ

أنا في الحقيقةِ أشتهي ..

عِطرَ الأنوثةِ قاربا

وبساطِ ريحٍ يَحملُ القلبَ العليلَ

إلى بلادٍ لا تُرى

هي مُتعةُ الأرواحِ تُهْدَي للقلوبْ

ولا تُباعُ وليسَ يومًا تُشتَرَى

هذي قلوبٌ في السماءِ تَوحَّدَتْ

نُورُ المحبةِ في دِماها قد سَرَى

سَتَرُدُّني

صِفْ لي شُعورَكَ قَبلَها

عَلَّ السنينَ تَروقُ لي ولعلَّها

تَهَبُ الأمانَ لطفلةٍ

فقدَتْ هُنالِكَ أهلَها

يا طِفلةً فَرشَتْ بقلبي ظِلَّها

سأنامُ تحتَ الظلِّ مُنتظرًا

قُدومَك كالشتاءْ

سَتَرُدُّني

سترُدُّ إحساسي لديكَ

حقيقةً عندَ المساءْ

أنا في انتظارِكَ

لا تَغِبْ عني كثيرًا

فلقد تَعبْتُ مِن الشتاءِ

ومِن لياليهِ التي لا تَنتهي

.