سبحان من صار لنا مطلباً – محيي الدين بن عربي

سبحان من صار لنا مطلباً … أطلبه شرقَ أمْ غربا

فباطني صيرهُ مشرقاً … وظاهري صيرهُ مغربا

وقالَ ليَ الكلّ أنا فاطلبوا … على الذي صيّره مطلبا

فاهتم قلبي للذي قال لي … فأنشأ الحقُّ لنا مركبا

ركبتُ فيهِ هرباً أبتغي … نجاتَنا فلم أجد مَهربا

أطلبهُ بالكشفِ منْ ذاتنا … وذاتنا أطلبها مطنبا

فكشفنا قوض بنيانهُ … والفكر في أنفسنا طنبا

أخبرني أحمدُ عنْ كشفهِ … في أولِ الحالِ زمانَ الصبى

بأنهُ أبصرَ في نومهِ … أملاكَ عيسى مثلَ رجلِ الدبى

يومَ خروجي طالباً مكة ً … ويثرباً ومسجداً في قبا

قالوا نزلنا رسلا حفظا … ختم النبي المصطفى المجتبى

محمدٍ فليقصدْ واقصدْهُ … فسيفه في صدقهِ ما نبا

وسهمه فيما رمى نافذ … وطرفه في شأوهِ ما كبا

قدْ عرضَ الحقَّ عليهِ الذي … في ملكهِ ولا ية ً فأبى

إلا خمول الذكر حتى يرى … كأنه المختار في المحتبى

ونحن أنصار له إن بدا … يحاربُ الأقرب فالأقربا

كذلك الريحُ لهُ سخرتْ … ريحَ جنوبٍ بعدَ ريح الصبا

وراثة علوية نالها … منْ أحمدٍ خيرِ الورى منصبا

وهذه البشرى أتانا بها … مجربٌ في الصدقِ لن يكذبا