سافرْ بطرفكَ واشترفْ هلْ تعرفُ – مهيار الديلمي

سافرْ بطرفكَ واشترفْ هلْ تعرفُ … أنَّى سرى بوجرة َ يخطفُ

هبَّ اختلاساً ثمَّ غمِّض موهناً … وعلى الرّحالِ نواظرٌ ما تطرفُ

يشتاقُ صحبي أنْ يضيءَ ودونهُ … منْ شملة ِ الظَّلاءِ سترِ مسدفُ

فكأنَّما ضحكتْ لهُ بوميضهِ … خنساءُ فهلْ بكلّ لحظٍّ يرشفُ

حملوا الخدودَ على أكفٍّ موطلتْ … بالنّومِ فهي عنِ المخاصرِ تضعفُ

بعثُ الغرامِ المدلجينِ جرتْ لهمْ … طيرُ الفراقِ بوارحاً فتعيَّفوا

لما استقامَ بعيسهمْ لقمُ السُّرى … عثرَ الكرى بدليلهمْ فتحرّفوا

يتهافتونَ على الرِّحالِ كأنَّما … لعبتْ بما تحتَ الشُّعورِ القرقفُ

يا سائقَ الاظعانِ إنّ معَ الصِّبا … خبراً لو انكَّ لصِّبا تتوقفُ

هبَّتْ بعارفة ٍ تسوقُ منْ الصِّبا … أرجاً بريَّاً أهلهُ يتعرَّفُ

فكأنّما حبسُ التّجارُ لطيمة ً … في الرَّكبِ أوْ سكبُ السُّلافِ مصرِّفُ

فبردتَ بينَ عنيزتينِ وصارة ٍ … كبداً إلى زمنِ الحمى يتلهّفُ

ومنَ العقائلِ بالغضا سعديّة … تفى الصِّفاتُ وحسنها لا يوصفُ

كالرِّيمِ لو كانتْ تصادُ بحيلة ٍ … والبدرُ إلاّ أنَّها لا تكسف

بيضاءُ يقعدها كثيبٌ أهيلٌ … طوراً وينهضها قضيبٌ أهيفُ

في صدرها حجرٌ وتحتَ صدارها … ماءٌ يشِّفُ وبانة ٌ تتعطَّفُ

زارتْ منَ البلدِ الحرامِ وبيننا … عنقاً زرودَ ومنْ تهامة َ نفنفُ

تعسُّفِ الشّقِّ العدو لقومها … فعجبتُ للسّاري وما يتعسّفُ

أنّى تصرُّمُ قلبها بعدما … كانتْ تراعُ بظلِّها وتخوَّفُ

ولقدْ سترتُ عنِ الوشاة ُ طروقها … ومكانها لنبالهمْ مستهدفُ

وطويتهُ حتّى تحدَّثَ غدوة ً … عنها النَّصيفُ بهِ وغنّى المطرفُ

ولئنْ وشوا فلقدْ تنزّهَ بيننا … ذاكَ المبيتُ وعفَّ ذاكَ الموقفُ

أنا منْ علمتِ ومن أحبّ عزوفة ٌ … عمّا يعابُ بعيبهِ ويعنّف

لا لمالُ يغلبني على حبسي ولا … ديني بمأثم لذّة ٍ يتحيّف

ولقدْ أصدَّ عنْ المطامعِ معرضا … ووجوههاً للطَّالبينَ تزخرفُ

وتجمَّ أودية ُ النّوالِ ودونها … ضيمٌ وبي ظمأٌ فلا أتنطَّفُ

خلقٌ فطرتُ عليهِ فكانَ سجيَّة ً … والعرضُ يسمنُ والمعيشة ُ تعجفُ

والمالُ أهونُ أنْ تضيعَ لحفظهِ … إنْ كنتَ حرَّاً ماءَ وجهٍ ينزف

فاركبْ جناحَ العزِّ لستَ بمخلفوإذا لقيت المجد فأصحب أهله وأكثر فأنت بمن تكاثر تعرف … عرضا مضى ولكل مام خالفسقط بيت ص

واستمل منْ شرفِ المعالي عادة َ ال … خلقِ الكريمِ فإنَّ نسكَ تشرفُ

قرمٌ تجودُبوصلها الدُّنيا لهُ … حبّاً وتقربُ وهوَ عنها يصدف

وتطيعهُ الدّولُ الفوركَ غيرة ً … فيعزُّ عمّا في يديهِ ويظلفُ

ويعفُّ عنْ تبعاتها عنْ قدرة ٍ … ومنْ الغرائبِ قادرٌ متعفِّفُ

لولا العلا ما كلَّفتهُ نفسهُ … منْ شقَّة ِ الإعياءِ ما يتكلَّفُ

غيرانَ أنْ يرعى لمصلحة ِ حمى … أو انْ يبيتَ سياسة ٍ يتخطّفُ

كلفٌ بأنْ يوفي الأمانة َ حافظٌ … للعهدِ تعرفهُ الحقوقُ وتعسفُ

يقظانُ منْ دونِ الملوكِ إذا ونى … مستعملٌ في الرأيِّ أوْ مستخلفُ

تعبٌ يزاحمُ ليلهُ بنهارهِ … فيما يجمُّ ظهورهمْ ويخفّفُ

كمْ عالجوا خطباً بهِ منْ بعدِ ما اس … تشرى يماطلُ داؤهُ ويسوِّفُ

وتحطّمتْ عجماءُ ركبُ رأسها … غشّامة ٌ شيطانها متعجرفُ

كالسَّيلِ ليسَ لوجههِ متحدَّرٌ … نقصُ الرُّبى عمّا يحاولُ مصرفُ

لا اتملكُ الحيلُ النَّوافذَ ضبطها … حتّى إذا يدنو لها الكافي كفوا

عزمٌ أشدَّ منْ الصَّفا ووراءهُ … خلقٌ ألذُّ منَ المدامِ وألطفُ

مرٌّ إذا غضبَ استسلّ لسانهُفإذا كشفتَ ضميرَه متنصِّلا ألفيتَ خيرَ بطانة تتكشَّفُفإذا كشفت ضميرَه متنصِّلا ألفيتَ خيرَ بطانة تتكشَّفُ … كلماً منْ البيضِ الحدائدِ أرهف سقط بيت ص

ولربَّما جارُ اللّسانِ وتحتهُ … قلبٌ منيبٌ واعتقادٌ منصفُ

للهِ درُّكَ ضرباً بعروقهِ … في السَّبقِ إنْ وقفَ الهجينُ المقرفُ

ومهجِّنا حلمُ الكهولِ وعشرهُ … في السِّنِّ لمْ يركبْ مطاها نيِّفُ

عوّدتَ مهجتكَ السُّموَّ في علا … كعبُ امرئٍ إلاّ وكعبكَ أشرفُ

وعربتَ فاسمكَ يومَ تقضى عادلٌ … في النّاسِ واسمكَ يومَ تعطى مسرفُ

وترى غنيَّ القومِ يصلحُ مالهُ … شفقاً وأنتَ بضعفِ مالكَ تجحفُ

لكَ راحتانِ كلاهما يمنى إذا … كانتْ شمالٌ عنْ يمين تضعفُ

فيدٌ إذا عاقبتَ لمْ تعجلْ بها … ويدٌ إذا أنعمتَ لا تتوقَّفُ

أعيا الرِّجالُ طلابُ شأوكَ فاستوى … في العجزِّ دونكَ سابقٌ وموقِّفُ

وركبتَ كلّ مقطِّرٍ بسواكَ من … ظهرُ الكفاية ِ متنهُ لا يردف

وإذا فتلتَ حبلَ عهدٍ لمْ يكنْ … يوماً لينكث حبلكَ المستحصفُ

وإذا خلطّتْ فتى ً بودِّكَ لمْ يكدْ … كرماً صديقكَ منْ شقيقكَ يعرفُ

أنا منْ جفاكَ لسانهُ وفؤادهُ … بهواكَ معْ طولِ البعاد مكلَّفُ

وعدتهُ عنكَ قوابضٌ منْ حشمة ٍ … ومكاسُ حظٍّ بالفى يتصرَّف

فولاؤهُ بينَ الجوانحِ والحشا … لكَ واصلانِ وسعيهُ متخلَّفُ

كمْ تحتَ جنبي أنْ أزوركَ منْ جوى ً … ذاكَ ومنْ ريحِ اشتياقٍ تعصفِ

ومحبة ٍ تصلُ الدّيانة ُ حبلها … بيني وبينكَ عيصها متلفَّفُ

وإنْ اتهمتَ فمي فربَّ فراسة ٍ … في الوجهِ تشهدُ لي بذاكَ وتحلفُ

هذا وإنْ بسطَ انقباضي باعثٌ … نحوي بوجهكَ أو برأيكَ يعطفُ

تأنَّستْ حوشيّتي ولأصبحتْ … هممي الشُّذوذُ جوامعا تتألفُ

ولزرتُ عنْ ثقة ٍ فإنَّ مكانتي … تدني وإنَّ زيارتي تتشوَّفُ

ولقدْ علمتَ وكلُّ مولى نعمة ٍ … أنِّي إذا ثقلَ الريصُ مخفِّفُ

لا تحتَ ضغطة ِ حاجة ٍ أنا طارحٌ … نفسي ولا أنا حينَ أسألُ ملحفُ

يقتادني قودَ الجنيبة ِ موسعي … بشراً ويملكَ رقِّيَ المتلطِّفُ

تغشاكَ أو يمحى بما استقبلتهُ … منْ حسنها تقريظيَ المستسلفُ

ومنَ العجائبِ أنَّ كسرى والدي … وأنا بناتي في الفصاحة ِ خندفُ

فتلمُّها ولمهرجانُ يزفّها … عذراءَ درُّ عقودها لكَ يرصفُ

وافنِ اللَّيالي خالداً متسلِّطاً … حتّى يقوَّمَ ميلها ويثقَّفُ

ما حنَّ للوطنِ الغريبِ وما سعى … بحرامِ مكّة َ حاصبٌ ومعرِّفُ