سائلِ الدَّارَ غنْ سألتَ خبيرا – مهيار الديلمي

سائلِ الدَّارَ غنْ سألتَ خبيرا … واستجرْ بالدموعِ تدعو مجيرا

وتعوَّذْ بالذِّكرِ من سبَّة ِ الغد … رِ فلا حبَّ أنْ تكونَ ذكورا

المغاني أحفى بقلبي منْ العذ … لِ وإنْ هجنَ لوعة ً وزفيرا

أفهمتني على نحولِ رباها … فكأنِّي قرأتُ منها سطورا

يا معيري أجفانهُ أنا أغنى … بجفوني الغزارِ أنْ استعيرا

دمُ عيني بالسَّفحِ حلَّ لدارٍ … لا يرى أهلها دماً محظورا

ومثيرَ بالعذلِ كامنَ أشوا … في مشيرٍ ولمْ أكنْ مستشيرا

لا مني في الوفاءِ ماتَ ملوماً … فيه أو عاشَ عاشقاً مهجورا

يا حداة َ الرِّكابِ لا وألَ القا … صدُ منكمْ غيرَ الحمى أنْ يجورا

رامة ٌ بي وأينَ راموة ُ مني … أنجدَ الركبُ والهوى أنْ أغورا

هي دارَ العيشِ الغريرِ بما ضمَّ … تْ قضيباً لدناً وظبياً غريرا

ما تخيَّلتُ أنَّها جنَّة ُ الخل … دِ إلى أنْ رأيتُ فيها الحورا

يا لواة َ الدِّيونِ هلْ في قضايا الح … سنِ أنْ يمطلَ الغنيُّ الفقيرا

لي فيكمْ عهدٌ أغيرَ عليهِ … يومَ سلعٍ ولا أسمَّي المغيرا

احذروا العارَ فيهِ والعارُ أن يم … سي ذمامي في رعيهِ مخفورا

أو فردُّوا عليَّ حيرانَ أعشى … ناظراً قدْ أخذتموهُ بصيرا

أنا ذاكَ اعتبدتُ قلبي وأنفق … تُ دموعي عليكمُ تبذيرا

فاحفظوا في الإسارِ قلباً تمنَّى … شغفاً أنْ يموتَ فيكمْ أسيرا

وقتيلاً لكمْ ولا يشتكيكمْ … هلْ رأيتمْ قبلي قتيلاً شكورا

اعرفوا لي إذا الجوارحُ عوف … ينَ ندوباً في أضلعي وكسورا

باقياتٍ وقدْ جررنَ عليه … نَّ اللَّيالي معدودة ً والشُّهورا

نصلَ الحولُ بعدكمْ وأراني … بعدُ منْ سكرة ِ النَّوى مخمورا

ارجعوا لي أيَّامَ رامة َ إنْ كا … نَ كما كانَ وانقضى أنْ يحورا

وشباباً ما كنتُ قبلَ نشرِ المشي … يبِ أخشى غرابهُ أنْ يطيرا

إنْ تكنْ أعينُ المها قدْ أنكرتني … فلعمي لقدْ أصبنَ نكيرا

زاورتْ خلَّتينِ منِّي إقتا … راً يقذي عيونها وقتيرا

كنتُ ما قدْ عرفنا ثمَّ انتحتني … غيرٌ لمْ أطقْ لها تغييرا

وخطوبٌ تحيلُ صبغتها الإب … شارَ فضلاً عنْ أنْ تحيلَ الشُّعورا

وافتقادي منَ الكرامِ رجالاً … كانَ عيبي في ظلِّهمْ مستورا

ينضحونَ الفتيقَ مني بأيدٍ … ناعشاتٍ ويجبرونَ الكسيرا

فارقوني فقلَّلوني وكم كا … ثرتُ دهري بهمْ فكنتُ كثيرا

ولعمري لربَّما عاثرَ الح … ظُّ على القودِ ثمَّ جاءَ يسيرا

ولقدْ أبقتْ اللَّيالي أبا الفض … لِ فأبقتْ في المجدِ فضلاً كبيرا

قسماًبالمقلِّداتِ إلى جم … عٍ عهوناً محبوكة ً وضفورا

يتلاحكنَ في المضايقِ أو يد … مينَ فيها صلائفاً ونحورا

كلَّ تلعاءَ كالبنيَّة ِ تعط … يكَ سناماً طوراً وعيناً حفيرا

سرُّها ما تزيَّنتْ ولأمرٍ … ساءها عجلوا عليها السُّرورا

بينما أنْ رأيتها وهي ملءُ ال … عينِ حسناً حتى تراها عقيرا

منحوها ذاتَ الإلهِ فلمْ يف … ترضوها إلاَّ الصفيَّ الأثيرا

والملبَّينَ حرَّموا اللُّبسَ والطِّي … بَ احتساباً والحلقَ والتَّقصيرا

هوَّنوا الانفسَ الكرامَ فباعو … ها على الرُّخصِ يشترونَ الأجورا

يجهدونَ الأرماق أو شهدوا بال … خيفِ ذاكَ المسعى وذاكَ النَّفيرا

حلفٌ لا تعيثُ بهِ يدُ الحن … ثِ بإفكٍ ولا يكونُ فجورا

أنَّ كافي الكفاة َ خيرهمْ بال … بيتِ والنَّفسُ أوَّلاً وأخيرا

منْ رجالٍ إذا انتموا نسبوا بي … تاً منَ المجدِ آهلاً معمورا

بالمساميحِ الطَّيبينَ بني الطَّيِّ … بِ أضحى سبطُ التُّرابِ عطيرا

يمترى ماؤهُ عقاراً ويستا … فُ ثراهُ ألوَّة ً وعبيرا

شرفٌ زاحمَ النُّجومَ على الأف … قِ فأربى عزِّاً عليها ونورا

درجوا فيهِ سيِّداً سيِّداً قد … ماً وزالوا عنهُ وزيرا وزيرا

يتواصونَ بالمعالي فيقتا … فُ الفتى الحيُّ منهمْ المقبورا

وإذا حوسبوا على الحسبِ الأب … عدِ عدَّوا بهرامَ أو سابورا

ومناجيبُ محصناتُ توَّحد … نَ بأنْ لا يلدنَ إلأاَّ الذُّكورا

زعماءٌ على الملوكِ غذا ما اع … تورَ الملكُ ناصحاً ومشيرا

وكماة ٌ على الوسائدِ إما اق … تعدوها يقسِّمونَ الامورا

غوَّروا غورة َ النُّجومِ وبقُّوا … علماً ردَّ طيهمْ منشورا

وتصفَّوا منْ ناصرِ الدَّولة ِ ابنا … يشهدُ الفخرُ ظافراً منصورا

لحقَ الأصلَ ثمَّ سادَ بنفسٍ … ظفرتْ بالنَّدى وزادتْ كثيرا

فضحتْ بالنَّدى الغمامَ وردَّتْ … بالمساعي شوطَ الرِّياحِ حسيرا

أنفتْ أنْ ترى لها في بني الدَّه … رِ إذا نوظرَ الرِّجالُ نظيرا

فامتطتْ وحدها إلى غاية ِ المج … دِ ظهوراً خشناً وطرقاً وعورا

راكبُ العزِّ في مفاوزها اليه … ماءِ سارٍ لا يركبُ التَّغريرا

يبتغي حقَّهُ منَ الشَّرفِ الأب … عدِ خوضاً إليهِ أو تشميرا

وانتهى حيثُ لا يرى النَّجمُ في الأف … قِ صعوداً ولا الهلالُ مسيرا

تارة ً بالمضاءِ يستدمُ العز … مَ وطوراً يستخدمُ المقدورا

مدَّ باعاً في الفضلِ طالَ لأمرٍ … كانَ عنهُ باعُ الزَّمانِ قصيرا

لم يلامسْ خطباً وكانَ جسيماً … في المعالي إلاَّ رآهُ حقيرا

وأظنُّ استقلالهُ الدِّستَ أنْ ير … كبهُ يملكُ الزَّمانَ السَّريرا

قهرَ الدَّهر وهو يقهرهُ الجو … دُ فناهيكَ قاهراً مقهورا

واكتسى حلَّة َ الغنى وسلبنا … هُ فأكرمْ بهِ غنياً فقيرا

لاحَ فينا فأقمرتْ ليلة ُ البد … رِ وأعطى فكانَ يوماً مطيرا

وسلونا بجوده الحيِّ أيما … ناً دروساً من الكرامِ دثورا

وشهدنا نداهُ حقَّاً تقينا … وسمعنا عنهمْ ضجيجاً وزورا

وروينا بمالهِ الوشلِ العدِّ … وأعطى قومٌ وكانوا بحورا

وسرى ذكرهُ فلمْ يبقِ يوماً … لهمُ في سماحهمْ مذكورا

يا أبا الفضلِ والفضائلُ إنْ قا … ضينَ يحكمنَ فيَّ إنْ لا تجورا

أتناسيتَ أو نسيتَ حقوقاً … لي لم آلكمْ بها تذكيرا

ووعوداً يكنَّ عندَ الكريمِ ال … عهدِ حتى يفي بهنَّ نذورا

وغروساً لي في ثراكَ الزَّكيِّ … الرَّطبِ يرجو مثلي بها التثميرا

وصفاتي على لسانكَ يسمع … نَ الصَّفا الصَّلدَ والفتى الموقورا

فعلامَ استردَّكَ الدَّهرُ منِّي … مكرهاً بعدَ خبرتي مقسورا

نعمة ٌ نفِّرتْ ما كنتُ يوماً … بالعطاءِ الهنيِّ منها كفورا

وعذاري من القوافي تعوَّضتُ … بهنّ التعليلَ والتَّعذيرا

لمْ يكنْ حجُّها وقدْ جهدتْ في … هِ إلى كعبة ِ العلا مبرورا

ألظنٍّ وربَّما كانَ إثماً … كنتَ لو قدْ عصيتهُ مأجورا

لمْ تدنِّسْ عرضاً ولمْ تؤتِ بالذَّن … بِ اعتماداً فيهِ ولا تقصيرا

لمْ تكنْ صدقتَ بأوَّلِ مدحٍ … ضاقَ ملكٌ عنْ وقتهِ فاستعيرا

لمتموني فيهِ وربَّ ملومٍ … كانَ في غيبِ أمرهِ معذورا

هو شعري وفيكَ قيلَ ابتداءً … جاءَ أو كانَ راجعاً مكرورا

ولعمرو الواشي لقدْ كانَ ذنباً … هيناً لو وهبتموهُ يسيرا

واعترافي بالهفوة ِ الآنَ يمحو … منْ خبايا الصُّدورِ تلكَ الوغورا

والقوافي عني عبيدٌ منيبا … تٌ فكنْ لي بالصَّفحِ ربَّاً غفورا

لكَ أبرزنَ بعدَ أنْ ردَّ عنه … نَّ بعولٌ أسنوا إليَّ المهورا

وأرى النّزر منْ ودادكَ أو رف … دكَ حظَّاً في مهرهنَّ خطيرا

باقياتٌ في الدَّهرِ ما بقى الدَّه … رِ وناصى رضمى أخاهُ ثبيرا

فاستمعها مختومة َ العذرِ أبكا … راً إلى اليومِ ما برحنَ الخدورا

تتلفُ المالَ لا تبالي إذا أح … رزتَ في الأرضِ كنزها المذخورا

وإذا ما وجدنَ عرضاً بهيماً … مدلهماً طلعنَ فيهِ بدورا

عوضاً منْ عتابكَ المرِّ حتى … تشربَ الشُّكرَ منكَ عذباً نميرا

نعمَ ما تقتني مقيماً وإنْ سا … فرتَ كانتْ إلى النَّجاحِ سفيرا

فاحتفظْ قاطناً بها اسرِ مغبو … طاً على ملكِ مثلها محبورا

وتزوَّدْ منها على صحبة ِ الل … هِ متاعاً إذا عزمتَ المسيرا

وكنْ القرمَ منْ ملوكَ بني مر … وانَ لي أنْ أكونَ فيكَ جريرا