زُفَّتْ إِلَيْكَ وَالزَّمانُ وَرْدُ – خليل مطران
زُفَّتْ إِلَيْكَ وَالزَّمانُ وَرْدُ … وَالنُّورُ تَاجٌ وَالفَرِيدُ عِقْدُ
مَا أَبْهَجَ الْعَيْشَ إِذَا تَلاَقَى … مُلْتَهِبَانِ ظَمَأً فَذَاقَا
مَا الحُبُّ إِلاَّ نِعْمَةٌ وَأَمْنٌ … لأَهْلِهِ وَرَحْمَةٌ وَيُمْنُ
أَلْيَوْمَ ظُلْمَةٌ تَسِيلُ خَمْرا … مُوْقِدَةٌ فِي كُلِّ قَلْبٍ فَجْرا
أَلْيَوْمَ تُعْرَفُ أَلْغَرَامَ البِكْرُ … وَمَا عَلَيْهَا فِي الْغَرَامِ نُكْرُ
مَضَى زَمَانُ الغِرَّةِ اللّطِيفَهْ … وَجَاءَ وَقْتُ الصَّبْوَةِ العَفِيفَهْ
وَفي غَدٍ تَوَافُدُ البَنِينَا … ثُمَّ عَلَى تَقَادُمِ السِّنِينَا
جُرْجِيتُ يَا مَنْ خَصَّهَا بالحُبِّ … أَسْرَى الشَّبَابِ فِي أَعَزِّ شَعْبِ
جُرْجيتَ قد أُجيزَ لِلْقَوَافِي … وَصفُ العَرُوسِ سَاعَةَ الزِّفافِ
وَعَلَّ زوجَكِ أَلأَدِيبَ آذِنْ … إِنِّي إِذَنْ بعَينِهِ مُعَايِنُ
أُحِسُّ فِي رَأْسِيَ مِنْهُ وَحْيا … يُنْزِلُ فِي نَفْسِي شِعْراً حَيّا
وانْظُمُ أَلْبَيْتَ أَلْذِي يُؤويكِ … فَلَيْسَ يَبدُو رَسْمُ مَعنىً فيكِ
لِلهِ أَنتِ فِي أَلْغَوَانِي أَلْحُورِ … مِنْ روحِ ظرفٍ في مِثَالِ نورِ
لِلهِ فِي مُقْلَتِكِ النَّجْلاءِ … تِبْرُ الأَصيلِ في مَدَى السماءِ
يَا لَهُ ذاكَ الخَدُّ مَا أَرْوَعَهُ … لِلهِ ذَاكَ القَدُّ مَا أَبْدَعَهُ
مَحَاسِنُ الأَوصَافِ وَالأَخلاقِ … فِيكِ الْتَقَتْ والحمدُ للخَلاَّقِ
أَخَذْتِ عَنْ أَكْمَلِ أُمٍّ وَأَبِ … أَوْفَى الجَمَالِ وَأَتَمَّ الأَدَبِ
وانتَ يا نَجْلَ أَخي نقولا … قَدْ سَاغَ يَومَ العرْسِ أَنْ نقولا
إِن تَكُنِ النَّابِغَةَ الحَبِيبَا … فَعُنْصُرَكَ مَن عَرَفْنَا طِيبَا
فِعش وعاشتْ عِرسُكَ المُنيرَهْ … في نِعْمةٍ سَابغةٍ وَفِيرَهْ
وَلْتَكُنِ الدَّارُ الَّتِي ابْتَنَيْتُمَا … دارَ السَّعَادَةِ الَّتِي ابْتَغَيتُما