زمن كالربيعِ حلَّ وزالا – مصطفى صادق الرافعي
زمن كالربيعِ حلَّ وزالا … ليتَ أيامهُ خُلِقْنَ طِوالا
يحسبُ الطفلُ أنه زمنُ الهمِّ … وما الهَمُّ يعرفُ الأطفالا
يا بني الدرسِ من تمنَّى الليالي … كلياليكم تمنَّى المُحالا
ليلةٌ بعد ليلةٍ بعد أخرى … وليالي الهنا تمرُّ عِجالا
قد خبرنا الأنامَ في كلِّ حالٍ … فإذا الطفلُ أحسنُ الناسِ حالا
وهو إنْ جدَّ لم يزَلْ في صعودٍ … وكذا البدرُ كانَ قبلُ هلالا
غيرَ أن الكسولَ في كلِّ يومٍ … يجد اليوم كلهُ أهوالا
ويرى الكتبَ والدفاترَ والأقلا … م وأوراقَ درسهِ أحمالا
وإذا ما مشى إلى قاعةِ الدر … س ذراعاً يظنه أميالا
من يقمْ في الأمورِ بالجد يهنأ … والشفا للذين قاموا كسالى
وزمانُ الدروسِ أضيقُ من أن … يجد الخاملونَ فيه مجالا
أيها الطفلُ لا تضيعْ زماناً … لستَ تلقى كمثلهِ أمثالا
ربما نلتَ ما يفوت وهيها … ت إن فاتكَ الصِّبا أن تنالا