زمنٌ يمرّ بقوّتي وشبابي – محيي الدين بن عربي

زمنٌ يمرّ بقوّتي وشبابي … قصداً ليلحقني بدارِ تبابِ

فيحلُّ تركيبي ويفسدُ صورتي … بالفعلِ تحت جنادل وتراب

فاعجبْ لبعدٍ فيهِ قربُ مسافة ٍ … قدْ حالَ ما بيني وبينَ صحابي

إني أقمتُ حبيسَ بيتٍ مُوحشٍ … في غاية ِ الشوقِ إلى الأحبابِ

مستنظراً متهيئاً للقاءِ من … يؤتى إليَّ بهِ منَ الغيابِ

لكن على كرهٍ يكون مجيئهم … فهوَ همُ في رؤيتي بأيابِ

إني لأسمعهم وإنْ خفتوا بما … نَطَقوا وما أسطيع ردَّ جوابِ

ويكون ما كتبتْ يداي وما به … نطقُ اللسانِ مقيداً بكتاب

حتى تجازى كلُّ نفسٍ سعيها … يومَ الوقوفِ عليه يومَ حسابِ

فيُجاز ذو الإحسانُ حسناً والذي … هو سيءٌ يعفو وينظرُ ما بي

ظني به ظنٌ جميلٌ ما أنا … في الظنِّّ بالرحمنِ بالمرتابِ

إني رضيعٌ ما فطمتُ لجودِهِ … كيفَ الفطامُ وما وقفتُ ببابِ

الجودُ أمي والرضاعة مسكني … وجميع ما عندي من الوهاب