زارت سعاد وثوب الليل مسدول – أحمد فارس الشدياق

زارت سعاد وثوب الليل مسدول … فما الرقيب بغير النشر مدلول

وما سعاد وقد زارت باسكن من … ظباء وجرة تهديها مطافيل

ترمى سعاد بسهم عن حواجبها … ففي الخليين مجروح ومقتول

وشاحها مثل قلبي لم يزل قلقا … وزندها اخرس الدملوج مجدول

يا ليلة قصرت بالعتب احسبها … من لامها العتب او من يائها الطول

طال التشاكي بنا حتى كان تبا … شير الصباح وقد لاحت تهاويل

نقابها سالفها فهي غانية … عن النقاب وبعض النقب مبذول

غراء من غرة او غرة فنق … يقعدها الحلى عند المشي عطبول

ما ان ترى اللين الا من معاطفها … وليس يعقب منها الملث تنويل

لم اعرف الهم الا مذ كلفت بها … وصار في وصلها للنفس تسويل

لم اخل من حاسد عند الوصال وان … نات فاني لفرط الوجد معذول

ما عاذلي في هواها غير ذي سفه … لم يدر ان الهوى للمرء تجميل

وهل يليق الهوى الا بذي ادب … على الوفاء وحفظ العهد مجبول

ام كيف ينجع قول في شج ذهبت … به الصبابة حيث العقل معقول

ما لامرء في الهوى قلبان مشتغل … به وآخر طورا عنه مشغول

ما بعد انذار شيبي ما يحولني … عن حبها لو بدا لي عنه تحويل

ما الحب الاغذاء الصب مكتهلا … وقبل ذلك نقل ثم تعليل

اجدر بمن قد درى شيا واتقنه … ان يطيبه له حرص وتحصيل

قد شاقني من سعاد انس معهدها … والشوق ينشئه ذكر وتخييل

وهاجني من حمام الايك ساجعة … تشكو اذا الليل اصبى منه تطفيل

كأنها لا ترى من الفها بدلا … ان شاق الفا من العشاق تبديل

أو انها الهمت ان بيننا نسب … في السجع والوجد حيث القلب متبول

أما المديح فإني قد خصصت به … في وصف احمد ما تتلى اقاويل

هو المليك الذي طلب الزمان به … وزانه منه تمليك وتكميل

من قال في مدحه او ظله بلغ الاقوال … شانا فقولوا فيه او قيلوا

ملك يجبر اذا دهر يجور فمن … ناداه كان له كالجار تنفيل

يعطى الجزيل ابتداء وهو معتذر … حتى الكثير من الاطراء تقليل

الناس ما بين راج باسه وندى … كفيه وهو على الحالين موول

لما بدا بفرنسا نور طلعته … ومن يديه لهم سحت اهاليل

غار الحيا منه حتى قال قائلهم … لنا سحابان مسؤول ومملول

لو كان امسك اجلالا لراحته … لما عدا من نداها الارض تجليل

في حسن اخلاقه اللآي زكت لهم … تامل ومن الاحسان تاميل

ولم يزل عندهم شان له نبها … كل ببث المزايا عنه مشغول

حتى غدا مكبرا صغرى مآثرا … كبيرهم آثرا ما منه منحول

لم يبق في الشرق او في الغرب من احد … الا وعنه مديح فيه منقول

وما يفي من بديع القول في ملك … او في على المدح اجمال وتفصيل

اقل آلائه لا يستقل به … من الثنا ما به لم يول تطويل

ان يشرك الناس في الاسماء فهو بما … له من الفضل لم يشركه تفضيل

في مدحه شعراء العرب قد فضلت … فلاسف العجم حيث الشعر مفضول

من كان في النظم موضوعا ولاذ به … تحمل قوافيه فالموضوع محمول

ما زال في قومه تالي مدائحه … مقدما عنه حد العسر مفلول

ساس البلاد بعدل ليس يصرفه … لهو المعيشة عنه والاباطيل

وقام بالدين والدنيا فما برحا … به سعيدين لا يعدوهما سول

ما عال الا على مال يجود به … وعال ذا عيلة وخا تعويل

لو جاز تسوية الصر عين ما اختلفا … تعادلا كان منه اليوم تعديل

او لو تهادى الورى بالعمر عن مقة … لكان يهديه جيل بعده جيل

مليت يا تونس الخضراء حضرته … ما دام في الارض قطر وهو ما هول

إن كان في مصر يرحى النيل آونة … ففيك في كل آن جوده نيل

أو ان تكن عجم تزهى بأرضهم … ففي سمائك كل الفخر مشمول

حمدا على عوده الميمون يقدمه … عز ونصر وتعظيم وتبجيل

ما غاب عن بلد الا ونائله … فيه مقيم به الايسار مكفول

في الغرب حضرته والأرض قاطبة … ثناؤه بالدعاء الدهر موصول

ظل الآله وداعيه ونائبه … وسيفه لاجتياح الضد مسلول

وهل يناويه إلا الأخسرون ومن … لهم إلى الحتف قبل الفتح تعجيل

مؤيد العزم والرحمن ناصره … مسدد الراي والمقدور مجهول

إن ينو أمرا فإن لاحق مقصده … أو يقض أمرا فبالتوفيق مفعول

مهذب الحلق محمود الفعال … جليل القدر مرضاته لله توسيل

أدامه الله فخرا للورى وعلى … هاماتهم من أياديه أكاليل

ودام مبتهجا هذا الزمان به … ما ان تلا قارى حم تنزيل

إن المؤمن من بعد الدعاء له … مؤمن وبه الاهلال تهليل