رُزِقْتِ مُنَى النفُوسِ مِنَ الجَمالِ – خليل مطران

رُزِقْتِ مُنَى النفُوسِ مِنَ الجَمالِ … وَفَوْقَ مُنَى النفُوسِ مِنَ الكَمَالِ

ذَكَاءٌ فِي حَيَاءٍ فِي وَقارٍ … لَهُ أَحْلَى التَّشَبِه بِالدَّلالِ

حِسَانُ العَصْرِ عِقْدٌ مِنْ لآَلٍ … وَرِينِيهُ الفَرِيدَةُ فِي الَّلآلِي

تَصَوَّرَتِ البَدَائِعُ فِي حُلاَهَا … بِأَلْوَانِ الرَّوَائعِ فِي الخِصَالِ

وَقُلْ مَا شِئْتَ فِي أَدَبٍ وَعِلْمٍ … تَبُزُّ بِهِ النَّوَابغَ فِي الرِّجالِ

وَقُلْ مَا شِئْتَ فِي دَعَةٍ وَتَقْوَى … مُشَرِّفَةٍ لِرَبَّاتِ الحِجَالِ

لأُسْرَتِهَا رَعَاهَا الله نُبْلٌ … بِهِ ازدَانَ الأَوَاخِرُ وَالأَوَالِي

وُجُوهُهُمُ لأَنْفُسِهِمْ مَراءٍ … وَأَنْفُسُهُمْ مَصَابِيحٌ تُلاَلِي

هُمُ الوَافُونَ فِي عَصْرٍ مُرِيبٍ … بِهِ عُدَّ الوَفَاءُ مِنَ المُحَالِ

وَشَاعِرُهُمْ لَعُوبٌ بِالمَعانِي … جَدِيدُ الفِكْرِ وَثَّابُ الخَيَالِ

لِفِيلِيب الَّذِي آثَرْتِ نَجْمٌ … كَنَجْمِكِ فِي سَمَاءِ السَّعْدِ عَالِ

طَبِيبٌ طَابَ عُنْصرُهُ وَصَحَّتْ … بِهِ شِيَمُ الزَّمَانِ مِنِ اعْتِلاَلِ

شِفَاءُ العينِ بَعْضُ ندَى يَدَيْهِ … وَنَصْلَتُهُ الرَّحِيمَةُ فِي النِّصَالِ

كَأَنَّ عِنَايَة تُوحِي إِلَيْهِ … صَوَابَ الرَّأْيِ فِي الدَّاءِ العُضَال

يُبالِي فِي الصَّدَاقَةِ كُلَّ شيءٍ … وَقَدْ يَلْقَى الخُطُوبَ فَمَا يُبالِي

عزِيزٌ مِنْ أَعِزَّاءٍ كِرَامٍٍ … تَوَزعَ بَيْنَهُمْ كَرَمُ الخِلاَلِ

شَبَابٌ مِلْءُ عَيْنِ المَجْدِ كُلٌّ … بِأَخْلاَقٍ كَماءٍ المُزْنِ حَالِ

مِنَ التوْفِيقِ أَنَّهُمُ أَصَابُوا … عَسِيرَ النُّجْحِ مَيْسُورَ المَنَالِ

فَيَا فَرْعاً زكَا مِنْ خَيْرِ أَصْلٍ … وَغَانِيَةً نَمَاهَا خَيْرُ آلِ

قِرَانُكُمَا بَدَا التَّوْفِيقُ فِيهِ … بِأَبْهَجَ مَا يَكون مِنَ المِثَالِ

أَضَاءَ اليُمْنُ لَيْلَتَهُ فَأَبْدَتْ … حُليّاً عُطِّلَتْ مِنْهَا اللَّيَالِي

وَكَانَ هِلاَلُهَا لِلتِّمِّ رَمْزاً … أَلَيْسَ التِّمُّ وَعْداً لِلهِلاَلِ

فَعِيشَا وَاهْنَآ وَلدَا وَكُونَا … حَلِيفَيْ غِبْطَةٍ فِي كُلِّ حَالِ