رَسَائل إلَى الوَطَن – عبدالعزيز جويدة

رسالة رقم

(1)

مِن هذا الجُحرْ

أتَذكَّرُ أمسْ

لَدَغتْكَ الحيَّةْ

فلماذا اليومَ تَمُدُّ يديكَ

بحُسنِ النيَّةْ

أ تُراكَ نَسيتَ الأمسْ ؟

أمْ أنَّكَ ما استوعبْتَ الدرسْ ؟

أعداؤكَ عَادُوا يا وَطني

عادَ الرومانُ ، وعادَ الفُرسْ

وأراهُم يقتَسمونَ الآنْ …

وأرانا لا نتَكلَّمُ ( هُسْ )

جَدِّدْ حُكامَكَ يا وطني

حُكامُكَ فاتوا سِنَّ اليأسْ

واضربْ بِعصاكَ الأرضَ “كَموسَى”

أخرِجْ مِن طينِكَ أهلَ البأسْ

حكَّامًا لا يَخشَونَ “أميركا”

حكامًا لا يَحنونَ الرأسْ

يَحمونَ ضِعافًا في “البوسنَةْ”

يَمشونَ ذِراعًا نحوَ القُدسْ

جَدِّدْ حُكامَكَ يا وطني

وارحمْنا مِن زمنِ الترهيبْ

زمنِ التعذيبِ ، وزمنِ الحَبسْ

هل يُعقَلُ يا وطني المجنونْ

أن يمضيَ قرنٌ

وبنفسِ الماءِ يدورُ الكأسْ ؟

حُكامُكَ نفسُ الحكامْ

مِن عهدِ “تَميمَ” ، و”هِندَ” ، و”عَبسْ”

في أيِّ زَمانٍ نحنُ نَعيشْ

زمنِ العِميانْ

أمْ زمنِ الخُرسْ ؟

رسالة رقم

(2)

مِن هذا البابِ تَجيءُ الريحْ

والقولُ صَريحْ

افهَمْ يا وطني

هل تَفهمْ ..

هذا التلميحْ ؟

أتَمُدُّ يديكَ ؟ لِمَنْ قُلْ لي ؟

للأفعَى ؟

فالصوتُ فَحيحْ

يا وطني مَيِّزْ ما تَسمعْ

صوتُ الكروانِ سيختلِفُ

عن صوتِ الريحْ

يا زمنَ الأممِ المتحدةْ

يا زمنًا أعمى وكَسيحْ

تحمي الجَبَروتَ وتنصرُهُ

وبرأسِ الضُّعفاءِ تُطيح

رسالة رقم

(3)

دَمعُنا مُحتبِسْ

ماتَ آخرُ فُرسانِ هذا الزمانِ

وماتَ الفَرَسْ

واللسانُ الطَّليقُ

احتواهُ الخَرَسْ

كيفَ تُعطي مفاتيحَ هذا الزمانِ المقدَّسْ

لهذا النَّجِسْ ؟

قد قرأنا كثيرًا “سورة عَبَسْ”

ولَم تَحتَرِسْ

رسالة رقم

(4)

كأنَّكَ أدمنتَ هذا الهوانْ

تَمدُّ يديكَ وهُم طاعِنوكَ

وأُقسِمُ باللهِ لن ينصُروكَ

وإنْ صافحوكَ ، وإنْ عانَقوكَ

ففي الظَّهرِ خِنجرُهم يَنغَرِسْ