رَاحَتْ رَوَاحاً بَيْنَ كُنَّادِ – بشار بن برد
رَاحَتْ رَوَاحاً بَيْنَ كُنَّادِ … وأخلفت ظنِّي وميعادي
وبتُّ مشتاقاً إلى وجهها … ألقى عليه غلة الصَّادي
فَقُلْتُ لِلنَّفْسِ قِفِي إِنَّهَا … شِيمَة ُ مَا في الوَعْدِ مِيعَادِ
ما كل برق مرشد ماؤه … ولا صَدِيقٌ كلُّ مُعْتادِ
كم دونها من منهلٍ آجن … وَمِنْ ذُرَى طَوْدٍ وأعْقَادِ
ومن سخاوي بها مشرفٍ … لِلْعَيْنِ مِنْ مَثْنَى وأفْرَادِ
فَعَزِّ نَفْساً قَلْبُهَا شَاخِصٌ … بِفَقْدِ مَنْ لَيْسَ بِمِفْقَادِ
وصاحب يُعطي ويبدي العلى … رَكَّاب أهْوَالٍ وأعْوَادِ
صحبته في الملك أو عوده … فَزَادَ في عِدَّة ِ حُسَّادِي
يا طالب الحاجات لا تعصني … واسمع فإني ناصح هادِ
دع عنك حماداً وخلقانه … لاَ خَيْرَ في خُلْقَانِ حَمَّاد
المؤثر الرأس على ربِّه … والجَاعِلُ الْخِنْزِيرَ في الزَّادِ
طَرَّادُ وِلْدَانٍ إِذَا مَا غَدَا … ما كل لوطيّ بطرَّاد
بَرِئْتُ مِنْ هذَا ومِنْ دِينِهِ … يصبح للخشف بمرصاد
بئس الشواني له منصب … في آل نهيا غير مرتادِ
لا يَشْرَبُ الْخَمْر ولكِنَّهُ … يأكُلُهَا أكْلَ امرىء ٍ عَادِ
سُمِّيتَ عَبْدَ الرَّأْسِ مِنْ حُبِّه … قَدْ عَلِمَ الحاضر والبَادِي
سَمَّاكَ حَمَّادًا أبٌ كَاذِب … مَا أنْتَ لِلَّهِ بحَمَّادِ
أبعد خمسينَ تكمَّلتها … تبكي على است المسمرِ العادي
عَرَّدْتَ عَنْ قَرْمِ بَنِي هَاشمٍ … والموت يحدوك به الحادي
لولا تنحِّيك وفى نذره … فِيكَ فَأصْبَحْتَ مَعَ الزَّادِ
ما أنتَ بالزَّانِي ولكِنَّمَا … ورثت عن حشّ وولاَّد
لو كنت ممن يتقي سوءة ً … أعولت من سخطي وإبعادي
تخدمُ أقواماً وخلَّيتني … وَقَدْ تَرَانِي حَيَّة َ الْوَادِي