رشفة من حالي احوالهم – ابوبكر سالم

رشفة من حالي احوالهم … ونسمة من قرب وصالهم

اكرم باقوام لها استجابوا … وطاب معناها لهم اذ طابوا

ذاقوا حميا كاسها فغابوا … عن الورى في حضرة الوصال

خلوا لها كل هوى وخله … واخلصوا كلََّ ولا وحله

واتخذوا وجه الحبيب قبلة … واقبلوا باصدق الاقبال

فروا على تجريد معنى الصدق … وافردوا القصد لوجه الحق

فوصلوا عند انقطاع الخلق … واتصلوا بأفضل ألا فضال

وسافروا باقوم استقامة … طوا مقامات بلا إقامة

الى يفاع الفيض والكرامة … ومستوى التنزيل والإنزال

ونزهوا عما سوى المحبوب … نواظرالالباب والقلوب

فامتلأت من باهر الغيوب … واشرقت من بهجة الجمال

صفوا عن الاكدار في الأذواق … واتصفوا بأكرم الأخلاق

ثم اصطفوا للوصل والتلاق … في حضرة التقديس والإجلال

لما خلوا عن كل لبس نفسي … ثم تحلوا كل معنى قدسي

حلَّوا بروضات الرضا والأنس … عند مليك في مقام عالي

بانت لهم من نوره الأنوار … وانفتحت من سره الأسرار

واتضحت سبل الهدى فساروا … فيه به فوق ذرى المعالي

احبهم فاختارهم لنفسه … ثم كساهم من معاني قدسه

وعمهم بجوده وانسه … فهم له وهو لهم موالي

فهم له بين الورى ضنائن … خزائن الأسرار والامائن

قد صانهم عن عين كل خائن … وقد علوا عن مطمح الأنذال

كلمات: الإمام عبدالرحمن بن عبدالله بلفقيه