ذكرتُ بذات البان حيثُ مضى لنا – حيدر بن سليمان الحلي

ذكرتُ بذات البان حيثُ مضى لنا … زمانٌ به ظِلُّ الشبيبة ِ سائِغُ

كواعب تَرمي عن قِسيٍّ حواجبِ … بأسهمِ لحظٍ لا تقيها السوابغ

تدبُّ على الوردِ النديِّ بخدها … عقاربُ من أصداغهنَّ لوادغ

لوادغُ أحشاءٍ يبيتُ سليمُها … ودرياقُه عذبٌ من الريقِ سائغ

لهوتُ بها حيناً أطيع بها الهوى … غراماً وشيطانُ الصبابة نازغ

إلى أن رأت يدَ الشيب ناصلاً … بها من كلا فوديَّ ما الله صابغ

فأصبحتُ لا قلبي من الغيدِ فارغٌ … بلى قلبُها منّي غدا وهو فارغ

وأمسيتُ في ليلٍ من الغمّ تحتَهُ … فؤادي له ضِرسٌ من الهمِّ ماضِغ

إلى أن جلى عنّي الهموم بأسرها … هلالُ على في مطلع السعد بازغ

هلالُ على تجلوه طوقاً لنحرها … له ربُّه من جوهر المجدِ صائغ

فتى ً لم تكن أهل المساعي جميعُها … لتبلغَ من علياهُم هو بالغ

يقصِّر كعبٌ عن نداه وحاتمٌ … ويقصر حتّى جِرولٌ والنوابغ