ذبول أزهار الدفلى – بدر شاكر السياب

لذع الأوام أزاهر الدفل … فذوت كما يذوي سنا المقل

كانت تعير النهر حمرتها … فيضيء فيه الموج كالشعل

كانت تعير النهر حلتها … فيسير في وشى من الحلل

كم زينت بالأمس لبته … بقلائد المرجان و القبل

و اليوم أطفىء نورها و خبا … فكأنها لم تند أو تمل

و اليوم أصبح عقدها بددا … فرأيت جيد النهر في عطل

و لكم مررت بزهرة ذبلت … فبكيت حين بكيتها أملي

و سقيتها بالراحتين كما … تسقي السحابة تربة الطلل

فتراعشت في غصنها و هوت … و مضى النسيم بها على عجل

يا عين أين أزاهر الدفل … مري بجانب نهرها و سلى

لرجوت لو دامت غضارتها … وصل التي وعدت فلم تصل

قد كان وشك ذبولها أجلا … للملتقى ففجعت بالأرجل

و لكنت آمل أن أقبلها … واعب خمرة حسنها الثمل

أما و قد ذبلت فلا أمل … لي باللقاء فكيف بالقبل