دَعِ الخَمْرَ نُصْحُ أَخٍ إِنَّهَا – خليل مطران

دَعِ الخَمْرَ نُصْحُ أَخٍ إِنَّهَا … لَتُوهِي القلوبَ وَترْدِي النَّهى

وَحَيْثُ وَجَدْتَ دَمَاراً وَبُؤْساً … وَلَمْ تَدرِ مَأْتَاهُما ظُنَّهَا

أَما هِيَ تِلْكَ الَّتِي خَرَّبَتْ … بُيُوتاً بِتَقْويضِهَا رُكْنَهَا

أَما هِيَ تِلْكَ الَّتِي ضَعْضَعَتْ … شُعُوباً وَدَكَّتْ بِهَا مُدْنَهَا

وَكُلُّ المُرَبِّينَ مِنْ كُلِّ جِي … لٍ وَكُلُّ النَّبِيِّينَ عَنْهَا نَهى

وكلُّ أُولِي العزْمِ قَدْ سَبَّهَا … وَمَا فِي أُولِي الحَزمِ منْ سَنَّهَا

عَلَيْهَا حُمَاةَ الحِجَى غَارَة … فَخَيْرُ أُولِي الفَتْحِ مَنْ شَنَّهَا

وَأَلقوا دِرَاكاً بِكَاسَاتِهَا … تُهَاضُ وَلا تَعْصِمُوا دِنَّهَا

طَلاقاً لِشَمْطَاءَ تُوهِي القُوَى … وَتُثْكِلُ أُمًّ الوَحِيدِ ابْنَهَا

عَجيبٌ تَزَايَدَ عُشَّاقُهَا … بِقَدْرِ اسْتِطَالَتِهِمْ سِنَّها

طَلاقاً بَتَاتاً بِلا رَجْعَةٍ … وَحَسْبُ امرِيءٍ جِنَّةً جِنَّها

وَلا تَقْبَلوا تُرَّهَاتِ غُوَاةٍ … تَرى سُوءهَا وَتَرَى حُسْنَهَا

تُعَظِّمُ عَنْ سَفَهٍ نَفْعَها … وَتَرْفَعُ مِنْ ضَعَةٍ شَأْنَهَا

أَلَيْسَ لِوَفْرَةٍ أَرْزَائِهَا … تَجَوَّزَ خَالِقُهَا لَعْنَهَا

فَيَا فِتْيَةَ الخَيْرِ يَا خَيْرَ مَنْ … تُقِيمُ بِهِمْ أُمَّةٌ وَزْنَهَا

لِمِصْرَ بِكُمْ حُسْنُ ظَنٍّ إِذَا … عَفَفْتُمْ فَلا تُخْلِفُوا ظَنَّها