دَعِينِي يَا أَمِيرَة ُ منْ سِرَارِ – بشار بن برد
دَعِينِي يَا أَمِيرَة ُ منْ سِرَارِ … ومن شغبٍ علي ومن مسار
قطعت إلى الزماع دبيب واشٍ … وَإِنَّ عَقَارِبَ الْوَاشي سَوَارِ
أَحِينَ وَضَعْتُ عَنْ رِأسِي قِنَاعِي … وضمتني الخطوبُ إلى الجهار
وطافت بي العوامر مجلبات … طواف المجلبين إلى الدوار
تَكِلُّ مَضَارِبِي أوْ يَزْدَهِينِي … وَعِيدُ الْعَبْدِ فِي الْقَوْم الصِّغَارِ
لَنَا نِعَمٌ عَلَى الْمَوْلَى وأيْدٍ … عَلَى الأَكْفَاءِ تَدْخُلُ كُلَّ دَارِ
فَلاَ أْنْحَاشُ مِنْ هَزِّ الْعَوَالِي … وبيض المشرفية للغوار
أجرنا الباهلي من المنايا … فلم يشكر لنا كرم الجوار
يفاخرنا ونعمتنا عليه … وَفِيمَ الْبَاهِلِيُّ مِنَ الْفَخَارِ
فَيَا عَجَبَا مِن الْعَبْدِ الْمُذَكِّي … أَيَظْلِمُنِي وَلَيْسَ بِذِي سِوَارِ
أقول له ولي فضلٌ عليه … كَفَضْلِ الْقَسْوَرِيِّ عَلَى الْوِبَارِ
دَنَوْتَ مَعَ الْكِرَامِ وَلَسْتَ مِنْهُمْ … تَأَخَّرْ يَابْنَ نَائِكَة ِ الْحِمَارِ
خلقنا سادة ً وخلقت كلباً … ككلب السوء يلحقُ بالقطارِ
نَسِيتُمْ دَفْعَنَا عَنْكُمْ زُهَيْراً … وجعدة إذ يروح على اقتدار
عشية يعولون إلى عقالٍ … فَدَافَعَ عَنْكُمُ إِحْدَى الِكِبَارِ
غدا بجياده فقضين نحباً … وقد لمع الخوافق في الغبار
وَمُنْدَلِثٍ يُمَارِينَا بِجَهْد … فقلتُ له تعلم ثم مار
إِذَا أَنْكَرْتَ نِسْبَة َ بَاهِلِيٍّ … فَرَفِّعْ عَنْهُ نَاحِيَة َ الإِزَارِ
عَلَى أَسْتَاهِ سَادَتِهِمْ كِتَابٌ … مَوَالِي عَامِرٍ وَسْمٌ بِنَارِ
فهذا حين قدمني بلائي … وروعت القبائل من نزار
مضى زمن فأسلمني كريماً … إلى زمن يحولُ بلا عذار
سعى ليكون مثلي باهلي … وكيف سعى بمجدٍ مستعار
أرَادَ بِلُؤْمِهِ تَدْنِيسَ عِرْضِي … وَأيْنَ الشَّمْسُ مِنْ دَنَسٍ وَعَارِ
حَلَفْتُ بِمَنْحَرِ الْبُدْنِ الْهَدَايَا … وَأحْلِفُ بِالْمَقَامِ وبِالْجِمَارِ
لَنِعْمَ الرَّبُّ رَبُّ ابْنَيْ دُخَانٍ … إذا نفض الشتاء على القتار
يجود عليهم ويذب عنهم … بأسيافٍ وأرزاقٍ غزار
أباهل راجعي مولاك صغراً … وَلاَ تَجْرِي عَلَى ضَوْء النَّهَارِ
لدى كل امرئٍ نضباً برب … وَبَاهِلَة ُ بنُ أعْصُرَ فِي خَسَارِ
أجيبوا ربكم وتنصفوهُ … فَإنَّ الْعَبْدَ أوْلَى بالصَّغَارِ
أباهل ليس شأنكم كشأني … إذا لم تقصروا والحق عار
أباهل ما وهبتكم فتنأوا … وَلاَ مَوْلاَيَ بِالْعِلْقِ الْمُعَارِ