دَعَوْتُمُونِي وَبِي مَا بِي مِنَ الْوَصَبِ – خليل مطران

دَعَوْتُمُونِي وَبِي مَا بِي مِنَ الْوَصَبِ … وَهلْ دَعَا وَاجِبٌ قَبْلاً وَلَمْ أَجِبِ

فَإِنْ أَقْصُرْ وَأَرْجُ الْيَوْمَ مَعْذَرَةً … فَالْوِدُّ يَحْفُزُنِي والجِهْدُ يَقْعُدُ بِي

يَا عُصْبَةَ الْخَيْرِ مَا زِلْتُمْ كَعَهْدِكُمُ … تَقْضُونَ حَقَّ أَولى الإِحْسَانِ عَنْ كَثَبِ

اليومَ يُكَرَّمُ حُرٌّ شَدَّ إزْرَكُمُ … بِمَا ابْتَغَيْتُمْ لِنِفْعِ الْنَّاسِ مِنْ أَرَبِ

إِنَّ الضِّعَافَ أَمَانَاتٌ يُوَكِّلُنَا … بِهَا القَضَاءُ ومَنْ يَرْأَفُ بِهِمْ يَثِبِ

نَجِيْبُ أَدْرَكْتَ أَوْجاً لَيْسَ يُدْرِكُهُ … غَيْرُ الْفُحُول مِنَ الصُيَّابَةِ النُجُبِ

أَلَمْ تَكُنْ فِي ثِقَاتِ الطُّبِّ مَفْخَرَةً … لِمِصْرَ بَيْنَ ثِقَاتِ الْعَجْمِ وَالعَرَبِ

لاَ بِدْعَ أَنْ تَرْفَعَ الأَوْطَانُ قَدْرَ فَتىً … أَفْعَالُهُ بِالنَّدَى مَوْصُولَةُ السَّبَبِ

يَزْهُو النَّبُوغُ بِمَا حَقَّقْتَ مِنْ أَمَلٍ … قَبْلَ الأَوَانِ وَمَا آثِلْتَ مِنْ حَسَبِ

وَمَا تَبَوَّأْتَ مِنْ عَلْيَاءَ مَنْزِلَةٍ … زَادَتْ سَنَى الشَّرَفِ الوَضَّاحِ وَالنَّسَبِ

هَذِي الْفَضَائِلُ مَهْمَا تَخْفِهَا دِعَةً … يَشِفُّ عَنْهَا حِجَابُ اللُّطْفِ وَالأَدَبِ

تَكَامَلَتْ بِخَلاَلٍ مِنْكَ طَارِفَةً … إِلَى شَمَائِلَ عَنْ جَدٍّ سَمَا وَأبِ

فَاهْنَأْ بِإِنْعَامِ فَارُوقَ الْعَظِيمِ وَمَا … أَحْرَاكَ بِالمَنْصِبِ العَالِي وَبِاللَّقَبِ

وَأهْنَأْ بِتَكْرُمَةٍ مِنْ رَأْسِ دولتهِ … وَمِنْ صَحَابَتهِ الأَشْهَادِ وَالغِيَبِ

وَمِنْ شُيوخٍ وَنُوَّابٍ نِظَامُهُمْ … حَوْلَ الْمَلِيكِ نِظَامُ الشَّمْسِ وَالشُّهُبِ

وَاهْنَأْ بِطِيبِ تَحِيَّاتِ الأُوْلى وَفَدُوا … إِلَيْكَ مِنْ سَرَوَاتِ الأُمَّةِ النُّخُبِ

تَمَثَّلَتْ مِصْرُ فِيهِمْ وَهْيَ مُوحِيَةٌ … مَا يُطْرِبُ الْحَفْلَ مِنْ شِعْرٍ وَمِنْ خُطَبِ

نِعْمَ الْجَزَاءُ لِمَنْ وَفَّوا بِلاَدَهُمُ … حُقُوقَهَا بِالحِجَى وَالصِّدْقِ وَالدَّأَبِ

دَامَتْ مَرَاقِيكَ فِي يُمْنٍ تُهَيِّئُهُ … لَكَ السُّعُودُ وَفِي أَمْنٍ مِنَ النُّوَبِ