دواعي الهوى لك أن لا تجيبا – مهيار الديلمي

دواعي الهوى لك أن لا تجيبا … هجرنا تقى ً ما وصلنا ذنوبا

قفونا غرورك حتى انجلتْ … أمورٌ أرينَ العيونَ العيوبا

نصبنا لها أو بلغنا بها … نهى ً لم تدعْ لك فينا نصيبا

و هبنا الزمانَ لها مقبلا … و غصنَ الشبيبة غضا قشيبا

فقل لمختوفنا أن يحول … صباً هرماً وشبابٌ مشيبا

وددنا لعفتنا أننا … ولدنا إذا كرهَ الشيبُ شيبا

و بلغ أخا صحبتي عن أخيك … عشيرته نائيا أو قريبا

تبدلتُ من ناركم ربها … و خبثِ مواقدها الخلدَ طيبا

حبستُ عنانيَ مستبصرا … بأية ِ يستبقون الذنوبا

نصحتكمُ لو وجدتُ المصيخَ … و ناديتكم لو دعوتُ المجيبا

أفيئوا فقد وعد الله في … ضلالة ِ مثلكمُ أن يتوبا

و إلا هلموا أباهيكمُ … فمن قامَ والفخرَ قام المصيبا

أمثل محمدٍ المصطفى … إذا الحكم وليتموه لبيبا

بعدلٍ مكانَ يكون القسيمَ … و فصلٍ مكانَ يكون الخطيبا

و ثبتٍ إذا الأصلُ خان الفروعَ … و فضلٍ إذا النقصُ عاب الحسيبا

و صدقٍ بإقرار أعدائه … إذا نافق الأولياءُ الكذوبا

أبان لنا اللهُ نهجَ السبيلِ … ببعثته وأرانا الغيوبا

لئن كنتُ منكم فإنّ الهجي … ن يخرجُ في الفلتاتِ النجيبا

ألكني إلى ملكٍ بالجبا … ل يدفعُ دفعَ الجبالِ الخطوبا

فتى ً يطرقُ المدحُ من بابه … قرى كافيا وجناباً رحيبا

قوافيَّ تلك وردنَ النمي … رَ من جوده ورعينَ الخصيبا

عواريَ تكسى َ ابتساماتهِ … و في القول ما يستحقُّ القطوبا

و من آل ضبة َ غصنٌ يهزُّ … جنياً ويغمزُ عوداً صليبا

و كانوا إذا فتنة ٌ أظلمتْ … و أعوزهم منْ يجلى َّ الكروبا

تداعوه يا أوحداً كافياً … لنا مستخصاً الينا حبيبا

فكان لنا قمراً ما دجتْ … و ماءً إذا هي شبتْ لهيبا

أرى ملكَ آلِ بويهْ ارتدى … عواراً بأن راح منه سليبا

فإن يمس موضعهُ خاليا … فما تعرفُ الشمسُ حتى تغيبا

لك الخير مولى ً رميتُ المنى … رشاءً إليه فروى قليبا

لحظى في حبس سيري الي … ك رأى ٌ سأنظرهُ أن يؤوبا

إذا قلت ذا العامُ شافٍ بدت … قوارفُ منع تجدُّ الندوبا

و لي عزمة ٌ في ضمانِ القبولِ … ستدركُ إن ساعدتني هبوبا

و إلا فتحملُ شكرا اليك … يشوقُ الخلى َّ ويغرى الطروبا

و عذراءَ تذكر نعماك بي … و إن كنتُ لستُ بها مستريبا

ستنكرُ فجأة َ عنوانها … إذا هو أعطاك وسماً غريبا

فوفَّ فقد جعلَ الدينُ ما … تنفلتَ في الجودِ فرضا وجوبا

و قد كنتُ عبداً قصيا وجدتَ … فكيف وقد صرتُ خلاًّ نسيبا