دوار أوهام بها شغل الفكر – عبدالغني النابلسي
دوار أوهام بها شغل الفكر … فظاهرها خلق وباطنها أمر
فتوحات محيي الدين عنها عبارة … أتتنا من البكري مشرقة بكر
فهمنا بها لما فهمنا خطابها … وفي قولنا قد بان من بحرها الدر
وذلك علم العين بالغين نقطة … هي الكاس والسر الإلهي هو الخمر
وما العين إلا الغين بالذات باطنا … كما ظاهرا بالوصف ثناهما الذكر
مقام أولي التحقيق كالشمس رفعة … ومرتبة الإفصاح عنهم هي البدر
ولم ينتقل شيء إلى البدر في السما … من الشمس بل طي الضياء له نشر
فغيرية الأعيان خلق لأنها … بظاهرها الفاني الكثير هي المكر
وباطنها الباقي الذي هو واحد … هدى حيث لا زيد هناك ولا عمرو وما تم إلا الوهم قوة حضرة إلهية عنها بدا السر والجهر
تجلت كما شاءت وشاءت كما درت … وتدري كما يعطيه في نفسه الأمر
فكنها على غيب ولا كنه ترتجي … لها فسواها موجها وهي البحر
وما حل في الأمواج بحر ولا به … قد اتحدت بل تلك عنه لها البر
ولا هي حلت فيه إذ لم يكن لها … وجود سواه وهي منه لها قدر
هو الحق والأكوان قاموا به له … كما صور التخييل يحفظها الفكر