دعيني أفلسف كل الأمور – عبدالعزيز جويدة

دَعيني أُفلسِفُ كلَّ الأمورْ

دَعيني أُناقشُ

كيفَ ابتدأنا وكيفَ انتهينا

دعيني أكونُ الطبيبَ المُعالِجَ

حتى أُفسِّرَ هذا التناقُضَ

بينَ الغيابِ وبينَ الحُضورْ

أُفتشُ في القلبِ عن ذِكرياتي

وأحفُرُ قبري بتلكَ السطورْ

أُحبُ أُحبُ بغيرِ انتهاءٍ

أريدُكِ مثلي

فهل كانَ ذنبي

بهذا الشعورْ ؟

لماذا وقوفُكِ ما بينَ موتي

وبينَ النُّشورْ ؟

تخافينَ مِن كلِّ شيءٍ

ألا تؤمنينَ بأنَّ الإلهَ رحيمٌ غفورْ ؟

دعيني أُفلسفُ أينَ الحقيقةْ

وما سرُّ عشقِ النوارسِ دومًا

لماءِ البحارِ ..

وما سرُّ حُبِّكِ للموتِ دومًا

بهذي الطريقةْ

دعيني أفلسفُ كيفَ العلاقةُ

ما بينَ وردٍ ، وفُلٍّ ، ونَرجسْ

وبينَ الحديقةْ ؟

وكيفَ الحياةُ معَ الأسرِ أحلى

وما سِرُّ موتِ الطيورِ الطليقةْ ؟

غيابٌ طويلٌ فأينَ الحقائقْ

وعِندَكِ وحدَكِ أنتِ الحقيقةْ

لماذا سُكوتُكْ ؟

لماذا سكونُكْ ؟

أحاولُ وصفَ احتياجي

وأُعلنُ رفضي وطولَ احتجاجي

وأفشلُ في وصفِ هذا العناءْ

وبعضُ الوُشاةِ يقولونَ غيظًا

بأن حنيني الرهيبَ ادعاءْ

وأُقسمُ دومًا بربِّ العبادِ

أنَّ الحنينَ إليكِ ابتلاءْ

ولو كنتُ أيوبَ ما طِقتُ صبرًا

فكيفَ سأُفرغُ هذا المحيطَ

بدَلْوٍ صغيرٍ

وأرجو الشفاءْ ؟

سَيَسْخَرُ مِنِّي كَنُوحٍ عِبَادٌ

وَتَسْأَلُ : قُلْ لي وما الاستفادةْ ؟

أقولٌ سأصبرُ في الحبِّ حتى أموتَ

وبالموتِ فيكِ أنالُ الشهادةْ

.