دعوها تردْ بعد خمسٍ شروعا – مهيار الديلمي

دعوها تردْ بعد خمسٍ شروعا … وراعوا علائقها والنُّسوعا

ولا تحسبوا خطمها أن تطولَ ال … حياضَ وأيديها أنْ تبوعا

وقولوا دعاءً لها لا عقرتِ … ولا امتدَّ دهركِ إلاَّ ربيعا

فقدْ حملتْ ونجتْ أنفساً … كرائمَ جبنَ الأماني سريعا

حملنَ نشاوى بكأسِ الغرا … مِ كلُّ غداً لأخيهِ رضيعا

أحبُّوا فرادى ولكنّهمْ … على صيحة ِ البينِ ماتوا جميعا

حموا راحة َ النَّومِ أجفانهمْ … وشدُّوا على الزَّفراتِ الضُّلوعا

وباتوا بأيديهمُ يسندو … نَ فوقَ الرِّحالِ جنوباً وقوعا

وفي الرَّكبِ إنْ وصلوا لا حقينَ … عقائلُ يشعبنَ تلكَ الصُّدوعا

منَ الرَّاقصاتِ بحبِّ القلو … بِ حتّى يكونَ الحليمُ الخليعا

قصائدُ لمْ يصطبغنَ المياهَ … ولمْ يحترشنَ اليرابيعَ جوعا

إذا الحسبُ اعتنَّ في خندقٍ … مسحنَ ذوائبهُ والفروعا

خرقنَ نفوساً لنا في السُّجوفِ … جعلنَ العيونَ عليها وقوعا

وصافحنا بسباطِ البنا … نِ تخضبُ حنَّاؤهنَّ الدموعا

هوى ً لكَ منْ منظرٍ لو يدوم … ومنْ آمرٍ بالمنى لو أطيعا

هبطنَ أشهيَّ فظنَّ العذولُ … وقدْ ذهبَ الوجدُ أنْ لا رجوعا

ولا وهواكِ ابنة َ النَّهشليِّ … مازادَ في البعدِ إلاَّ ولوعا

سقاكِ مهاة ُ مروِّيِ العطاشِ … وحيَّا ربوعكِ عنِّي ربوعا

ضمنتُ لهن فلم آلهنَّ … قلبكً مروعا وعينا دموعا

وقمتُ أناشدهنَّ العهو … دَ لو يستطعنَ الكلامَ الرَّجيعا

أسكانُ رامة َ هل منْ قرى ً … فقدْ دفعَ الليلُ ضيفاً قنوعا

كفاهُ منَ الزَّادِ أنْ تمهدوا … لهُ نظراً وحديثاً وسيعا

وأخرى وويلُ أمِّها لو يكو … ن فيها الشَّبابُ إليكمْ شفيعا

ألا لا تلمْ أنتَ يا صاحبي … ودع كلَّ رائعة ٍ أنْ تروعا

وهبنا لهذا المشيبِ النِّزا … عَ لا عنْ قلى ً وأطعنا النُّزوعا

وأروى لنا الدَّهرُ منْ مدله … مِّ ليلُ الصَّبابة ِ فجراً صديعا

فليتَ بياضيَ أعدى الحظوظَ … فبدَّلَ أسودها لي نصيعا

حلفتُ بها كشقاقِ القسيِّ … تحسبُ أعناقهنَّ الضُّلوعا

نواصلُ منْ بزِّ أوبارها … سناما حليقا وجبنا قريعا

نواحلُ كلِّ نجاة ٍ ألحَّ … عليها القطيعُ فصارتْ قطيعا

يبحنَ السُّرى أظهراً في الحبا … لِ شامخة ً ورقاباً خضوعا

أسلنَ الرُّبى في بطونِ الوها … دِ حتّى وصلنا خفوضاً رفوعا

عليهنَّ شحبٌ رقاقُ الجلو … دِ قدْ بُدِّلوا بالبياضِ السُّفوعا

تراهمْ على شعفاتِ الجبا … لِ قبلَ الرُّكوعِ بجمعِ ركوعا

رعوا يبسَ العيشِ أو كثَّروا … على منسكِ الخيفِ تلكَ الجموعا

لأتعبَ سعيُ عميدِ الكفاة ِ … سرى النَّجمُ أو عادَ عنهُ ظليعا

فتى الحربِ أينَ لقيتَ الخطوبَ … بآرائهِ انصعنَ عنهُ رجوعا

حديدُ الفؤادِ وسيعُ الذراعِ … إذا النَّاسُ ضاقوا صدوراً وبوعا

كريمُ الإباءِ حليمُ الصِّبا … تمطَّقَ بالمجدِ فوهُ رضيعا

أصمّ عنِ الكلمِ المقذعاتِ … إذا الغمرُ كانَ إليها سميعا

حمى النُّومُ أجفانهُ أنْ تلذَّ … دونَ انتهاءش المعالي هجوعا

وكلِّفَ كبرى المساعي فقا … مَ يحملها قبلَ أنْ يستطيعا

جرتْ يدهُ سلسلاً في الصَّدي … قِ عذباً وبينَ الأعادي نجيعا

وأعطى وغارَ على عرضهِ … فعدَّ بذاكَ وهوباً منوعا

منَ النَّفرِ البيضِ تمشي النُّجو … مُ حيرى إذا واجهوها طلوعا

ميامينُ يعترضونِ السِّنين … عجافاً يدرُّونَ فيها الضُّروعا

إذا أجدبوا خصَّهمْ جدبهمْ … وإنْ أخصبوا كانَ خصباً مريعا

طوالُ السَّواعدِ شمُّ الأنو … فِ طابوا أصولاً وطالوا فروعا

رشاقٌ فإنْ ثأروا مختفين … رأيتهمْ يملأونَ الدُّروعا

بنى لهمْ الملكُ فوقَ السِّماكِ … على أوَّلِ الدَّهرِ بيتاً رفيعا

زليقاً ترى حائماتِ العيوبِ … ولو طرنَ ما شئنَ عنهُ وقوعا

بناهُ على تاجهِ أردشيرٌ … جناباً مريعا وجاراً منيعا

وجاتءَ فأشرفَ عبدُ الرَّحي … مِ قلَّتهُ وبنوهُ طلوعا

فداؤكَ كلُّ أشلِّ الوفاءِ … إذا كانَ منَي السَّرابُ اللموعا

وصولٌ على العسرِ منْ دهرهِ … فإنْ صافحِ اليسرَ ولّى قطوعا

وكلُّ مصيبٍ على الغلِّ في … كَ فلباً كتوماً ووجهاً مذيعا

خبى لكَ منْ حسدٍ في حشا … هُ أفعى فما ماتَ إلاَّ لسيعا

حملتَ المعالي بسنِّ الفتى … ولمْ يكُ حملا لها مستطيعا

إذا شالَ في الفخرِ ميزانهُ … وزنتَ مثاقيلَ أوْ كلتَ صوعا

زحمتَ بجودكَ صدرَ الزَّمان … على ضعفِ جنبي فأقعى صريعا

وعوَّذتُ باسمكَ حظّي الأبيِّ ال … حرونَ فأصحبَ سهلاً مطيعا

كفيتَ المهمّة َ منْ حاجني … وأعذرتني أنْ أداري القنوعا

وسدَّدتَ أكثرَ خلاَّتي ال … رِّغابَ فلو قدْ سددتَ الجميعا

لعلكَ مغنيَّ عنْ موردٍ … أرى ماءهُ الطَّرقُ سما نقيعا

جنابٌ ذليلٌ سحبتُ الخمو … لَ عمراً بهِ وأرتديتُ الخضوعا

وأغمدتُ فضلي فيهِ وكن … تُ أشهرُ منهُ حساماً صنيعا

ولو أنصفّ الحظُّ لمْ أرضهُ … نصيباً ولا قادَ مثلي تبيعا

وفي يدكمْ أنْ تغاروا عليَّ … وأنْ تحفظوا فيَّ حقَّاً أضيعا

ظفرتُ بحقِّ المنى فيكمُ … فما ليَ أرعى الخيالَ الخدوعا

وغاليتُ أهلَ زماني بكمْ … فلا ترخصوا ببياني البيوعا

وضمُّوا قلوصي إلى سرحكمْ … وضنُّوا على الدَّهرِ بي أنْ أضيعا

فإنَّ سحابة َ إقبالكمْ … تعيدُ إلى جدبِ أرضي الربيعا

وكنْ أنتَ واليها نعمة ً … ومبتدئاً غرسها والصنيعا

فقدْ شهدَ المجدُ إلاَّ شبيهاً … لفضلكَ فيهمْ وإلاَّ قريعا

وخذْ منْ زمانكَ كيفَ اقترح … تَ عمراً بطيئاً وحظَّاً سريعا

وعشْ للتهاني وللمأثرا … تِ ما ولدَ الليلُ فجراً صديعا