دعونا نبتدر ورد الحمام – أحمد محرم
دعونا نبتدر ورد الحمام … ليطفئ برده حر الأوام
دعونا إن للأوطان حقاً … تضيع دونه مهج الكرام
أنخذلها ونحن لها حماة ٌ … فمن عنها يناضل أو يحامي
أنسلمها إلى الأعداء طوعاً … فتلك سجية القوم الطغام
أيبغي الإنكليز لها استلاباً … ولما تختضب بدمٍ سجام
ويمش أخو الوغى منا ومنهم … على جثثٍ مطرحة ٍ وهام
أنتركها بأيدي القوم نهباً … وفي هذي الكنانة سهم رام
لقد ظن العداة بنا ظنوناً … كواذب مثل أحلام النيام
رأونا دونهم عدداً فنادوا … علينا بالنزال وبالصدام
وزجوها فوارس ضاق عنها … فضاء الأرض أعينها دوام
لقيناهم بآسادٍ جياع … ترى لحم العدى أشهى طعام
لعمر أبيك ما ضعفت قوانا … فنجنح صاغرين إلى السلام
معاذ الله من خورٍ وضعفٍ … ومن عابٍ نقارفه وذام
ولا والله نرضى الخسف ديناً … كدأب المستذل المستضام
إذا حكم العدى جنفاً علينا … فأعدل منهم حكم الحسام
هبونا كالذي زعموا ضعافاً … أيأبى نصرنا رب الأنام
أيخذلنا ونحن له نصلي … جميعاً من قعودٍ أو قيام
فلا يأسٌ إذا ما الحرب طالت … من النصر المرجى في الختام
ولسنا نترك الهيجاء يوماً … بلا نارٍ تشب ولا ضرام
فإما العيش في ظل المعالي … وإما الموت في ظل القتام
هي الأوطان إن ضاعت رضينا … من الآمال بالموت الزؤام
فهل جاء البوير حديث قومي … وما قومي بشيءٍ في الخصام
لنعم القوم ما أوفوا بعهدٍ … لأوطانٍ شقين ولا ذمام
ولا اعتصموا بحبل الجد يوماً … ولا لاذوا بأكناف الوئام
فوا أسفي على وطن كريمٍ … غدا ما بيننا غرض السهام
ونحن على توجعه سكوتٌ … كأنا بعض سكان الرجام
رعى الله البوير بحيث كانوا … وجاد ديارهم صوب الغمام