دعاها معقَّلة ً بالعراقِ – مهيار الديلمي

دعاها معقَّلة ً بالعراقِ … إلى أهلِ نجدٍ هوى ً مطلقُ

فباتتْ تماكسُ ثنا الحبا … لِ منها الكراكرُ والأسؤقُ

فيأبى عليها المريرُ الفتيلُ … ويسمحُ والرِّمَّة ِ المخلقُ

تحنُّة يا عجباً أنْ تحنَّ … لو أنَّها سائلُ يرزقُ

وما هي إلاَّ بروقُ المنى … خلاباً وما السَّفحُ والأبرقُ

فهلْ لمجعجعها أنْ يروحَ … لو أنَّ الرَّواحَ بها أرفقُ

مراتعها أمسِ أمرى لها … وتربُ معاطنها أرفقُ

أتتْ بابلاً ونبتْ بابلٌ … بها وبكى المشئمُ المعرقُ

فخلِّ لها طرقها والظَّلا … مَ تحلمُ في السَّيرِ أو تخرقُ

وإنْ كذبتْهادياتُ النَّجومِ … فإنَّ لها مقلاً تصدقُ

عسى رقًّها في ديارِ الخمولِ … إذا شارفتْ عزَّها يعتقُ

وقمْ أنتَ فاسبقْ بها المدلجينَ … فعفو المياهِ لمنْ يسبقُ

فإمَّا اعتذرتَ وإمّا بلغتَ … فحظُّكَ غاية ُ منْ يلحقُ

كمْ النومُ تحتَ ظلالِ القنوعِ … وفوقَ القذى جفنكَ المطبقُ

تهبُّ عليكَ رياحُ المنى … فتروى بما أنتَ مستنشقُ

وخلفُ العلا وأفاويقها … لغيركَ يصبحُ أو يغبقُ

وكمْ تستقيمُ فتمشى الحظوظُ … وحظُّكَ اعمى الخطا مزلقُ

تخفَّضُ منْ حيثُ تبغي العلا … وتحرمُ منْ حيثُ تسترزقُ

ترودُ لنفسكَ غيرَ المرادِ … فرجلٌ سعتْ ويدٌ تخفقُ

مطالبُ تنفقُ فيها الزَّمانَ … ومنْ صلبِ عمركَ ما تنفقُ

وحولكَ حيثُ ترى راعياكَ … ثرى ً منبتُ وحياً مغدقُ

ودارٌ تعزُّ على أهلها … ولمْ تتقلقلْ بكَ الأينقُ

وأسماعُ أبناءِ عبدِ الرَّحي … مِ تصغى وأبوابهمْ تطرقُ

وأنجمهمْ لكَ رعيا تضيءُ … فتورى وشمسهمْ تشرقُ

وباسمِ الوزيرِ فعذْ بالوزي … رِ يفتحُ بابُ النَّدى المغلقُ

ألمْ ترى للنَّاسِ في فترة ٍ … وقدْ أكلَ الأحلمَ الأخرقُ

ومنْ ركبَ الشَّرَّ طالتْ يداهُ … وطارتْ وخودٌ بهِ معنقُ

وفي كلِّ سرحٍ أبو جعدة ٍ … مكانُ الرُّعاة ِ بهِ يعنقُ

تجشِّمهُ رحضُ ما دنَّسوا … وإحسانهُ جمعُ ما فرَّقوا

وكنتَ تغيبُ فتشرى الأمو … رُ ثمَّ تعودُ فتستوسقُ

حمى شرفُ الدِّينِ أطرافها … ومنْ خلفها طاردٌ مرهقُ

وأضغاثُ أرسانها في الرِّقابِ … نواصلُ بالكفِّ لا تعلقُ

فقوَّمَ والذِّئبُ مستأسدٌ … وعدَّلَ والفحلُ مستنوقُ

كريمٌ تصلصلَ منْ طينة ٍ … أعانَ المطيبَ بها المعبقُ

رأتْ عينُ ساسانَ فيها النموَّ … وهي على كفِّهِ تشرقُ

فشجَّرها شرفاً لاحقاً … إذا هجَّنَ التنَّسبَ الملصقُ

تلألأَ في أفقها أنجمٌ … بحاشيتن بدرها تحدقُ

تودّ البحارُ لأصدافه … نَّ لو هي عنْ مثلها تغلقُ

رعاكَ مليكٌ رعى الملكَ منكَ … بعينٍ على الضَّيمِ لا تطرقُ

وأنقذهُ بكَ فانتاشَ وه … و محترشٌ ما لهُ منفقُ

حملتَ الوزارة َ حملَ المخفَّ … وقدْ اثقلتْ غيركَ الأوسقُ

وكمْ عالجوها بخرقِ الأكفِّ … ورأيكَ في طبِّها أحذقُ

وسعتَ بصبركَ إصلاحها … وصدرُ الزَّمانَِ بها ضيِّقُ

وأخَّرهمْ عنكَ إذ قدَّمو … كَ أنَّكَ تفري الذي تخلقُ

وتزنقُ ما فتقتهُ الرّجالُ … ولا يرتقونَ كما ترتقُ

فكونوا لها كلَّما عطِّلتْ … حلى ً منكمُ القلبُ والأطوقُ

وزدْ شرفاً أنتَ يا تاجها … ولا افترقَ التَّاجُ والمفرقُ

يريدُ سواكمْ ثناءً بها … فتأبى عليهِ وتستطلقُ

ويستروحُ النَّاسُ أثوابها … وأردانها بكمْ أعبقُ

علوتَ فما تنحيكَ الصِّفاتُ … بسهمٍ ولو أنَّهُ مغرقُ

فسيَّانَ في مدحكَ النَّاجمِ ال … معذَّرُ والمنتهى المفلقُ

إذا جدتَ أنطقتَ منْ لا يدين … وإنْ قلتَ أخرستَ منْ ينطقُ

فقدْ شكَّ ربُّ الكلامِ البليغُ … أيكسدُ عندكَ امْ ينفقُ

فداكَ وكيفَ لهُ لو فداكَ … طليقٌ بروعتهِ موثقُ

تكنَّفهُ مانعاتِ البلا … دِ وهو على أمنها يفرقُ

يخالُ سيوفكَ يخطفنهُ … ومنْ دونهِ البابُ والخندقُ

ويعلمُ أنَّ القنا في يديكَ … يراهُ على البعدِ أو يرمقُ

وكيفَ تحيلُ خفايا الشُّخوصِ … على أسمرٍ لحظهُ ازرقُ

تسمَّعْ لها تستحفُّ الحلي … مَ منها الطلاوة ُ والرونقُ

وهادُ الكلامِ وأجبالهُ … طريقٌ بحافرها يطرقُ

نوافثُ في عقدِ المانعين … فكلُّ يبيسٍ بها مورقُ

سوائرُ بالعرضِ سيرَ النُّجومِ … لها مغربٌ ولها مشرقُ

دعاة ٌ بحمدكَ في الخافقينَ … لها بكَ ألوية ٌ تخفقُ

لكَ السَّكبُ منْ سحبها والعهادُ … وعندَ العدا الحصبُ المصعقُ

يكيسُ بها والدٌ منجبٌ … إذا ولدَ الشَّاعرُ المحمقُ

بقيتْ وقدْ فنى القائلونَ … عليها وما حزني لو بقوا

تذكِّركمْ فيَّ حفظُ العهودِ … وإنْ لمْ يضعْ عندكمْ موثقُ

تحاشيكمُ أنْ أرى ظامئاً … أحومُ وواديكمُ متأقُ

ويوحشها أنَّ ربعي على … تجدُّدِ دولتكمْ مخلقُ

وأنَّى بمضيعة ٍ مثلكمْ … على الفضلِ منْ مثلها يشفقُ

ترى النَّاسَ لمْ يسلفوا مثلَ ما … لها وهي تهبطُ قدْ حلَّقوا

وفي الحقِّ والحكمُ العدلُ أنتَ … إذا لحقوا أنَّها تلحقُ

أمنتُ عليكَ صروفَ الزَّمانِ … وأخطأكَ القدرُ الموبقُ

ودارتْ لكَ السبعة ُ الجاريات … بما تستحبُّ وتستوفقُ

وعدَّ ألوفاً لكَ المهرجان … يجدُّ السنينَ كما يخلقُ

يزوركَ مسترفداً سائلاً … فيغمرهُ سيبكَ المغدقُ

ويذهلهُ وجهكَ المستنيرُ … عليهِ ومجلسكَ المونقُ