خُصصتُ بعلم لم يخصَّ بمثله – محيي الدين بن عربي

خُصصتُ بعلم لم يخصَّ بمثله … سواي من الرحمن ذي العرشِ والكرسي

وأُشهدتُ من علمِ الغيوبِ عجائباً … تصانُ عن التذكارِ في عالمِ الحسِّ

فيا عجباً إني أروحُ وأغتدي … غريباً وحيداً في الوجود بلا جنسِ

لقد أنكرَ الأقوامُ قولي وشنعوا … عليَّ بعلمٍ لا ألومُ به نفسي

فلا هم مع الأحياءِ في نور ما أرى … ولا هم مع الأموات في ظلمة الرمسِ

فسبحانَ منْ أحيى الفؤادَ بنورِهِ … وأفقدهُمْ نورَ الهداية ِ بالطمسِ

علومٌ لنا في عالمِ الكونِ قدْ سرتْ … من المغربِ الأقصى إلى مطلعِ الشمسِ

تحلَّى بها من كان عقلاً مجرَّداً … عن الفكرِ والتخمينِ والوهمِ والحدسِ

وأصبحتُ في بيضاءَ مثلي نقية ً … إماماً وإن الناسَ منها لفي لَبْسِ