خَلِيلَيَّ غُضَّا سَاعَة ً وَارْحَلا بَرْدَا – بشار بن برد
خَلِيلَيَّ غُضَّا سَاعَة ً وَارْحَلا بَرْدَا … وَزُورَا فَتًى يكفيكُمَا حَسَباً إِدَّا
سفيح بن عمرو لا بل وَلِيدُهُ … وإن ذُكر المعروف أصغى له خدَّا
أرَى الهَمَّ قَدْ ألْقَى عَلَيَّ جِرَانَهُ … حديثاً وبعض الهمِّ ينتهكُ الجلدا
فَزُورَا سَفِيحاً أوْ أشِيرَا بِمِثْلِهِ … وأنَّى بأمثال الفرات إذا مدَّا
دعاسبه أود الجياد على الوجا … وهزَّ المنايا في مناصله رُبدا
فلم يبق ممن يشتري الحمد بالنَّدى … خلا ما سَفِيحٍ لا رَأينَا له فَقْدَا
إذا لبس الماذي يوم كريهة ٍ … وَشَمَّرَ يَحْدُو الْخَيْلَ أوْ قَادَهَا جُرْدَا
رأيت إباء الملك فوق جبينه … يَهُزٌّ الْمَنَايَا وَالْهِرقْلِيَّة َ النَّقْدَا
يهزُّ يداً للحمد طالت وهزّه … ندى مثل طيَّار الفرات إذا جدَّا
جَزَى اللَّهُ عَنْ قَومِي سَفِيحاً كرَامَة ً … وعن رجلٍ يهدي له الحمد والودَّا
إذا ماسفيحٌ راح في الملك واغتدى … جرت ذهباً كفاه للقوم أو جدَّا
طلوعٌ بحاجاتِ الوفود وربَّما … تجاسر بالكبرى فأورى بها زندا
وَرَكَّابُ أعْوَادِ الْمَنَابِرِ لاَ يَنِي … خَلِيفَة َ مُلْكٍ للصَّعَالِيكِ أو حَدَّا
بنا حاجة ٌ أنت ابن عمرو طبيبها … فَأنْصِف أخاً أصْفَاكَ أشْعَارَهُ رِفْدَا
خُلِقْتَ سَمَاءً للعُفَاة ِ غَزِيرة ً … ومفتاح أبواب المهم إذا امتدا
وكوكب قومٍ كان نحساً عليهم … زَمَاناً فَلَمَّا قُمْتَ أطْلَعْتَهُ سَعْدَا
وخُطَّة ِ حَزْمٍ قَدْ كَشَفْتَ بها الرَّدَى … ورأس رئيسٍ قد بعثت به وفدا
وَأَنْتَ امْرُؤٌ مِنْ وَائلٍ وَسَطَ النَّدَا … كفَيْتَ به مَنْ كانَ نائلُه جَعْدَا
رَأيْتُكَ تَنْوِي الْهِنْدَ بِالبِيضِ وَالْقَنَا … وبالخَيلِ تَسْمُو في أَعِنَّتِهَا جُرْدا
فسر مصحباً بالنّصرِ في محزئَّلة ٍ … تهُزُّ الْقَنَا حَتَّى تَرُوعَ بها الْهِنْدَا
وَحَتَّى تَضُمَّ السّاحِلَيْن كِلَيْهِمَا … سَبِيًّا كَشَاء العِيدِ أصْبَحَ مُنْتَدَّا
فَتَى الْبَأسِ لاَيَلْقَاهُ إِلاَّ مَع النَّدَى … مُهِيناً لِحُرِّ المالِ أو ضارِباً كَرْدَا
أقول وقد راح اللواء لعامرٍ … وَعَبْدٍ قِفَا نَعْهَدْ إِلَى مَلِكٍ عَهْدا
لعَلَّ التّي قُلِّدْتَهَا قَرْمَ وَائِلٍ … يجود لنا من سيبه نفلاً يهدى
قَعِيدَك أَنْ يَنْسَى امْرُؤٌ أنْتَ هَمُّهُ … تَلاَلاَ عَلَيْهِ الهَمُّ لا يَبْرَحُ الخَلْدَا