خلِيليَّ إنَّ الهمَّ قَدْ يتفرَّجُ – أبو العتاهية

خلِيليَّ إنَّ الهمَّ قَدْ يتفرَّجُ … ومِنْ كانَ يَبغي الحَقّ، فالحقُّ أبلجُ

وذو الصّدقِ لا يرْتابُ، والعدلُ قائمٌ … عَلَى طرقاتِ الحقِّ والشرُّ أعوجُ

وأخلاقُ ذِي التَّقوى وذِي البرِّ في الدُّجى … لهُنّ سِراجٌ، بَينَ عَينَيْهِ، مُسرَجُ

ونِيّاتُ أهلِ الصّدقِ بِيضٌ نَقِيّة ٌ، … وألسُنُّ أهْلِ الصِدْقِ لاَ تتجلَجُ

ولَيسَ لمَخلوقٍ على الله حُجّة ٌ، … وليْسَ لَهُ منْ حُجَّة ٍ اللهِ مخرجُ

وقد دَرَجَتْ مِنّا قُرُونٌ كَثيرَة ٌ، … ونَحنُ سنَمضِي بَعدَهنّ ونَدرُجُ

رُوَيْدَكَ، يا ذا القَصرِ في شَرَفاتِه، … فإِنَّكَ عَنْهَا مستخفٌّ وتزعَجُ

وإنَّكَ عمَّا اخْترتَهُ لمبعَّدٌ … وإنّكَ مِمّا في يَدَيْكَ لمُخْرَجُ

ألا رُبّ ذي ضَيْمٍ غَدا في كَرامَة ٍ، … ومُلْكٍ، وتيجانِ الخُلُودِ مُتَوَّجُ

لَعَمرُكَ ما الدّنْيا لَدَيّ نَفِيسَة ٌ، … وإِنْ زخرَفَ الغادُونَ فِيهَا وزَبْرجُوا

وإنْ كانَتِ الدّنْيا إليّ حَبيبَة ً، … فإني إلى حَظِّي منَ الدِّين أحوجُ