خشبة الغريق – ليث الصندوق

إذا ذهب الفقر إلى بلد قال له الكُفر : خذني معك

” أبو ذر الغفاري”

أخرج أطرافيَ من ثقوب جدراني

لأضرم النيران في الشمس التي

تكاد أن تنطفي

ألوحش يعوي

وعلى كتفي أظفاره

وتحت أنقاض المباني

تحتمي أحلاميَ الخائفة

لمّا أعد أبكي

قد لعقت أخر دمعة على قلبي كلاب الليل

فلتخرجي من تحت أثوابي

ولتطلقي سِربَ السنونو

من فمي المليءِ بالأشواك

لا تشتكي من الزمن

فسُوطه ليس الذي حوّلنا

في عتمة القبو إلى عناكب

حبيبتي الصغيرة الحالمة

ألنبع في راحتيك

والشمس تهوي دون أن تُكسرَ

من أعلى المباني الشاهقة

لو عُدتِ في الشتاء

وفي ضلوعي يصفر الجليد

فانتقلي كنحلة ما بين أمسي وغدي

فمن ترى غيرك قد يبدّد الوحشة

بالطرق على الأبواب

ويُرجع الشباب للسرير في صينية

مع زبدة الفطور

واقفة ٌ

كراية النصر على أنقاض أرض

حرثتها الحرب والزلازل

وحولكِ الدخانُ والقتلى

نارُك في الوديان تذروها الرياح الهوج

وصوتك العائدُ مع ترتيلة الفجر إلى القرى

يغسل عن قلوبنا النعاس