خذ من يدي صفقة الأماني – مهيار الديلمي

خذ من يدي صفقة الأماني … على عطاياكِ يا زماني

واخشن كما شئت أو فلنْ لي … فليس جنبي بمستلانِ

ملكتَ عنقي فلم أقدها … تُضغَط في ربقة الأماني

وأعطشتني الدنيا ولكن … لا أشرب الماء بالهوانِ

كم غرَّني من بنيكَ آلٌ … أنضى ركابي وما سقاني

فعُدَّني قد قتلتُ حظّي … خبرا وجرّبتُ ما كفاني

ما جمعتْ ثروة ٌ وفضلٌ … والماءُ والنارُ يجمعانِ

طرْ بجناح النّقصان فيهم … محلِّقا عالى المكانِ

وطامنِ الشخصَ إن توافت … فيك مع المال خلَّتانِ

صرفتُ وجهي عن كلِّ حظٍّ … حتى عن الأوجه الحسانِ

واعتنّ وهنا فلم يشقني … على جواي البرقُ اليماني

واستحلمتني الصَّبا وقدماً … جنَّ بأنفاسها جناني

فأيّ كفٍّ تكفُّ شأوي … والحبُّ لم يئنِ من عناني

لو صادني بالغنى منيلٌ … لصادني بالهوى الغواني

ولي من الناس أهلُ بيتٍ … له من المجد ظلَّتانِ

ممتنع لا أرى صروفَ ال … أيّامِ فيه ولا تراني

حلفتُ بالراقصاتِ خبطاً … يطرحن سلمى على أبانِ

كلِّ أمونٍ خرقاءَ تمحو … بالرّجل ما تكتب اليدانِ

نواجيا غيرَ خاضعاتٍ … لغاربٍ جبَّ أو جرانِ

ترمي بألحاظ مضرِحيٍّ … من المحاني إلى الرِّعانِ

إذا ادلهمّ الظلام أمسى … لها سليطان يوقدانِ

تقذفها ليلة ٌ جمادٌ … في يومِ رمضاءَ معمعانِ

يحملنْ شعثا عبرُ الفيافي … أشهى اليهم من المغاني

شروا بتلك النفوس يوما … يغلي به بائعُ الجنانِ

حتى توافوا جمعا فقاموا … رامين تالين للمثاني

ما انهدمت سورة عليها … من آل عبد الرحيمباني

المال خصمُ السماحِ فيها … والجارُ والأمنُ صاحبانِ

تفيَّئوا في العلا ظلالا … قطوفها غضَّة دواني

واقتعدوا الذّروة َ القدامى … بيتا على كاهلِ الزمانِ

بيت قرى ً أخضر الأداوى … إذا شتوا أحمر الجفانِ

بناه قدما على العطايا … أبناءُ ساسان ذي الطعانِ

لم ينتقل عزُّه وقوفا … دون أوانٍ على أوانِ

فرسان يومِ الهياج منهمُ … وفيهمُ ألسنُ البيانِ

إن عزموا الغارة َ استشاروا … نصيحة َ الرمح والجنانِ

أو احتبوا للكلام ردّوا … ما أخذ السيفُ باللسانِ

كم عطّ ثوبُ البأساءِ منهم … بواضح في الندى هجانِ

كلّ فتى ً فيه من أبيه … إذا ادّعى المجدَ شاهدانِ

إذا الدِّقاقُ الفخرِ استعاروا … زورَ التسامي أو التكاني

فقد غدت في أبي المعالي … أسماؤهم تصدق المعاني

أبلج تُجلى الخطوبُ سوداً … بقمرٍ منه إضحيانِ

وتسند المشكلاتُ منه … بغير واهٍ وغير واني

إن خار عودُالآراء شدَّ ال … حزمُ بآرائه المتانِ

أو عزَّ غيث البلاد أرعى ال … ربيعَ من ماله المهانِ

فارسُ ظهرِ النشاط إما … قطَّر بالعاجز التواني

ينتهز المكرماتِ وثبا … بنهضة ِ الطالب المعاني

ثقَّفَ عزماته سدادا … آمنة ً عيبَ ما يعاني

وبات بالبشر من دبيب ال … غيبة والشرّ في أمانِ

سرَّحتُ ذودَ الآمال فيه … بين جذاعٍ إلى مثاني

فلم تزل عشبه إلى أن … أربتْ عجافى على السمانِ

كاثرني بالنوال حتى … حبوتُ من فضل ما حباني

فلو تمكَّنتُ من زماني … بفضله وحده كفاني

إن جئتهُ طالبا فحكمي … أو أنا أجممته ابتداني

كلّ نفيس على اقتراحي … منه وشرطي الذي أتاني

أصبح والشمسُ من جمالٍ … عليه والبدرُ يحسدانِ

مواهبٌ لو أسرتُ منها … بالودّ أعياه في ارتهاني

بكم زكت طينتي وأثري … جوِّي وساء العدا مكاني

قسا زماني فلم يرعني … لمّا حنتكم ليَ الحواني

فابقوا فلا مالَ ما بقيتم … عندي بالأنفس الغواني

سيّارة ٌ وهي لم ترمكم … بكلّ قاصٍ في المدح داني

للعيد ما للنيروز منها … في الحظّ منكم والمهرجان

حتى أرى كلّ يومِ ملكٍ … لكم يسمَّى سعد القرانِ

ما أربى في ضمانكم لي … والحمدُ والشكرُ في ضمانِ