حِكاية الكلبِ معَ الحمامَه – أحمد شوقي
حِكاية الكلبِ معَ الحمامَه … تشهدُ للجِنسَيْنِ بالكرامَهْ
يقالُ: كان الكلبُ ذاتَ يومِ … بينَ الرياضِ غارقاً في النَّوم
فجاءَ من ورائه الثعبانُ … مُنتفِخاً كأَنه الشيطانُ
وهمَّ أن يغدرَ بالأمينِ … فرقَّتِ الورْقاءُ لِلمِسكينِ
ونزلتْ توَّا تغيثُ الكلبا … ونقرتهُ نقرة ً، فهبَّا
فحمدَ اللهَ على السلامهْ … وحَفِظ الجميلَ للحمامَهْ
إذ مَرَّ ما مرّ من الزمانِ … ثم أتى المالكُ للبستانِ
فسَبَقَ الكلب لتلك الشجرَهْ … ليُنْذر الطيرَ كما قد أَنذرَهْ
واتخذ النبحَ له علامهْ … ففهمتْ حديثهُ الحمامهْ
وأَقلعتْ في الحالِ للخلاصِ … فسَلِمتْ من طائِرِ الرَّصاصِ
هذا هو المعروفُ بأهل الفطنْ … الناسُ بالناسِ، ومَن يُعِن يُعَنْ