حَيِّ الْعَزِيمَةَ وَالشَّبَابَا – خليل مطران

حَيِّ الْعَزِيمَةَ وَالشَّبَابَا … وَالْفِتْيَةَ النُّضْرَ الصِّلاَبَا

أَلتَّارِكِينَ لِغَيْرِهِمْ … نَزَقَ الطُّفُولَةِ وَالدِّعَابَا

أَلْجَاعِلِي بَيْرُوتَ وَهْ … يَ الثَّغْرُ لِلْعَلْيَاءِ بَابَا

أَلطَّالِبِينَ مِنَ المَظِنَّا … تِ الْحَقِيقةَ وَالصَّوَابَا

أَلْبَائِعِينَ زُهَى الْقُشُو … رِ المُشْتَرِينَ بِهِ لُبَابَا

آدَابُهُمْ تَأْبَى بِغَيْ … رِ التِّمِّ فِيهَا أَنْ تُعَابَا

أخْلاَقُهُمْ مِنْ جَوْهَرٍ … صَافٍ تَنَزَّهَ أَنْ يُشَابَا

نِيَّاتُهُمْ نِيَّاتُ صِدْ … قٍ تأْنَفُ المَجْدَ الْكِذَابَا

آرَاؤُهُمْ آرَاءُ أشْ … يَاخٍ وَإِنْ كَانُوا شَبَابَا

مَهْمَا يَلُوا مِنْ مَنْصِبِ الْ … أَعْمَالِ يُوفُوهُ النِّصَابَا

وَالمُتْقِنُ المِجُوَادُ يُرْ … ضى اللهَ عَنْهُ وَالصَّحَابَا

أُنْظُرْ إلى تُمْثِيلِهِمْ … أَفَمَا تَرَى عَجَباً عُجَابا

فَاقُوا بِهِ المُتَفَوِّقِي … نَ وَأَدْرَكُوا مِنْهُ الْحَبَابَا

أَسَمِعْتَ حُسْنَ أَدَائِهِمْ … إِمَّا سُؤَالاً أَوْ جَوَابَا

أَشَهِدْتَ مِنْ إِيمائِهِمْ … مَا يَجْعَلُ الْبُعْدَ اقْتِرَابَا

أَشَجَتْكَ رَنَّاتٌ بِهَا … نَبَرُوا وَقَدْ فَصَلُوا الْخِطَابَا

قَدْ أَبْدَعُوا حَتَّى أَرَوْ … نَا جَابِرَ الْعَثَرَاتِ آبَا

حَيّاً كَمَا لَقِيَ النَّعي … مَ بِعِزَّةٍ لَقِيَ الْعَذَابَا

لاَ تَسْتَبِينَ بِهِ سُرُو … راً إِنْ نَظَرْتَ وَلاَ اكْتِئَابَا

مَا إِنْ يُبَالِي حَادِثاً … مِنْ حَادِثَاتِ الدَّهْرِ نَابَا

يَقْضِي الرَّغَائِبَ بَاذِلاً … فِيهَا نَفَائِسَهُ الرِّغَابَا

يُخْفِي مَبَرَّتَهُ وَيُجْ … بَرُ أَنْ يَبُوحَ بِهَا فَيَابِى

لاَ يَنْثَنَي يُوْماً عَنِ الْ … إِحْسَانِ لَوْ سَاءَ انْقِلاَبَا

وَتَحَوَّلَتْ يَدُهُ إلى … أَحْشَائِهِ ظُفْراً وَنَابَا

هُنَّ الْخَلاَئِقُ قَدْ يَكُنَّ … بُطُونَ خَبْتٍ أَوْ هِضَابَا

وَالنَّفْسُ حَيْثُ جَعَلْتَهَا … فَابْلُغْ إِذَا شِئْتَ السَّحَابَا

أَوْ جَارِ في أَمْنٍ خَشَاشَ … الأَرْضِ تَنْسَحِبُ انْسِحَابَا

كُنْ جَوْهَراً مِمَّا يُمَحَّ … صُ بِاللَّظَى أَوْ كُنْ تُرَابَا

لَيْسَا سَوَاءً هَابِطٌ … وَهْياً وَمُنْقَضٌ شِهَابَا

ألْبَيْنُ مَحْتُومٌ وَآ … لَمُهُ إِذَا مَا المرْءُ هَابَا

وَالطَّبْعُ إنْ رَوَّضْتَهُ … ذَلَّلْتَ بِالطَّبْعِ الصِّعَابَا

لاَ تُؤْخَذُ الدُّنْيَا اجْتِدَا … ءً تُؤْخَذُ الدُّنْيَا غِلاَبَا

رَاجِعْ ضَمِيرَكَ مَا اسْتَطعْ … تَ وَلاَ تُهَادِنْهُ عَتَابَا

طُوبَى لِمَنْ لَمْ يَمْضِ فِي … غَيٍّ تَبَيَّنَهُ فَتَابَا

أَلْوِزْرُ مَغفُورٌ وَقَدْ … صَدَقَ المُفَرِّطُ إِذْ أَنَأبَا

يَا مُنْشِئاً هَذِي الرِّوَايَة … إِنَّ رَأْيَكَ قَدْ أَصَابَا

بِاللَّفْظِ وَالمَعْنَى لَقَدْ … سَالَتْ مَوَارِدُهَا عِذَابَا

حَقًّا أجْدْتَ وَأَنْتَ أحْ … رَى مَنْ أَجَادَ بِأَنْ تُثَابَا

وأَفَدْتَ فَالمَحْمُولُ فِي … هَا طَابَ وَالمَوْضُوعُ طَابَا

يَكْفِيكَ فَضْلاً أَنْ عَمَرْ … تَ بِهَا مِنَ الذِّكْرَى خَرَابَا

يَا حُسْنَ مَا يُرْوَى إِذَا … أَرْوَى مَعِيناً لاَ سَرَابَا

أَذْكَرْتَ مَجْداً لَمْ تَزَلْ … تَحْدُو بِهِ السِّيَرُ الرِّكَابَا

وَعَظَائِماً لِلشَّرْقِ قَدْ … أَعْنَتْ مِنَ الْغَرْبِ الرِّقَابَا

خَفضَ الْجَنَاحَ لَهَا العِدَى … وَعَلاَ الْوُلاَةُ بِهَا جَنَابَا

مَشَّتْ عَلَى الأَسْنَادِ في ال … رُّومِ المُطَهَّمَةَ الْعِرَابَا

وَبِمُسْرِجِيَها الْفَاتِحِي … نَ أَضَاقَتِ الدُّنْيَا رِحَابَا

آيَاتُ عِزٍّ خَلَّدَتْ … صُحْفُ الزَّمَانِ لَهَا كِتَابَا

يَا قَوْمِيَ التَّارِيخُ لا … يَأْلُو الَّذِينَ مَضُوْا حِسَابَا

وَيَظَلُّ قَبْلَ النَّشْرِ يُو … سِعُهُمْ ثَوَاباً أَوْ عِقَابَا

مَنْ رَابَهُ بَعْثٌ فَه … ذَا الْبَعْثُ لَمْ يَدَعِ ارْتِيَابَا

فَإِذَا عُنِينَا بِالْحَيَا … ةَ خَلاَ أَلْطَّعَامَ أَوِ الشَّرَابَا

وَإِذَا تَبَيَّنَّا المَسِي … رَةَ لاَ طَرِيقاً بَلْ عُبَابَا

فَلْنْقضِ مِنْ حَقِّ الْحِمَى … مَا لَيْسَ يَأْلُوهُ ارْتِقَابَا

ويْحَ امْرِئٍ رَجَّاهُ مَوْ … طِنُهُ لِمَحْمَدَةٍ فَخَابَا

أَعْلَى احْتِسَابٍ بَذْلُ مَنْ … لَبَّى وَلَمْ يَبْغِ احْتِسَابَا

إِنَّا وَمَطْلَبُنَا أَقَ … لُّ الْحَقِّ لاَ نَغْلُو طِلاَبَا

نَدْعُو الْوَفِّي إلى الحِفَا … ظِ وَنُكْبِرُ التَّقْصِيرُ عَابَا

وَنَقُولُ كُنْ نَصْلاً بِهِ … تَسْطُو الْحِمِيَّةُ لاَ قِرَابَا

وَنَقُولُ دَعْ فَخْراً يَكَا … دُ صَدَاهُ يُوسِعُنَا سِبَابَا

آبَاؤُنَا كَانُواوَإِنَّا … أَشْرَفُ الأُمَمِ انْتِسَابَا

هَلْ ذَاكَ مُغْنِينَا إِذَا … لَمْ نُكْمِلِ المَجْدَ اكْتِسَابَا

يَا نُخْبَةً مَلَكُوا التَّجِلَّ … ةَ في فُؤَادِي وَالْحُبَابَا

وَرَأَوْا كَرَأْيِي أَمْثَلَ الْ … خُطَطِ التَّآلُفِ وَالرِّبَابَا

للهِ فِيكُمْ مَنْ دَعَا … لِلصَّالِحَاتِ وَمَنْ أَجَابَا