حَمَلنَ على اليَعْمَلاَتِ الخُدورا – محيي الدين بن عربي

حَمَلنَ على اليَعْمَلاَتِ الخُدورا … وأوْدَعْنَ فيها الدُّمَى والبُدُورا

وواعدنَ قلبي أن يرجعوا … وهل تعدُ الخودُ إلاَّ غرورا

وَحَيّتْ بعُنّابِهَا للوَدَاعِ … فأذْرَتْ دُموعاً تَهِيجُ السّعِيرا

فلمَّا تولتْ، وقدْ يممَّتْ … تريدُ الخورنقَ، ثمَّ السَّديرا

دَعَوْتُ ثُبُوراً عَلَى إثرِهِمْ … فردَّتْ وقالتْ: أتدعوا ثبورا

فلا تدعونَّ بها واحداً … ولكنّما ادعُ تُبوراً كثيرا

ألا يا حمَامَ الأراكِ قلِيلاً، … فما زادكَ البينُ إلاَّ هديرا

وتنوحكَ يا أيُّهذا الحمامُ … يثيرُ المشوقَ يهيجُ الغيورا

يُذِيبُ الفُؤَادَ يَذُودُ الرّقادَ … يضاعفُ أشواقنا والزَّفيرا

يحومُ الحِمامُ لنوحِ الحَمامِ … فيسألُ منهُ البَقَاءَ يَسِيرَا

عسَى نَفحة ٌ من صبا حاجِرٍ … تسوقُ إلينا سحاباً مطيرا

تُرَوّي بها أنفُساً قدْ ظَمِئْنَ … فما ازداد سحبكَ إلاَّ نفورا

فيا راعي النجمِ كنْ لي نديماً … ويا ساهرَ البرقِ كنْ لي سميرا

أيا راقِدَ اللّيْلِ هُنّئْتَهُ، … فقُلْ للمماتِ عَمَرْتَ القُبورا

فلو كنتَ تهوى الفتاة َ العروبا … لنلتَ النَّعيمَ بها والسُّرورا

تُعاطي الحِسَانَ خُمورَ الخِمَارِ، … تناجي الشُّموسَ تناغي البدورا

كلمات: طاهر زمخشري

ألحان: عمر كدرس

1968