حَبَّذا الراحُ فى أوانِ البَهارِ – محمود سامي البارودي
حَبَّذا الراحُ فى أوانِ البَهارِ … وَاقْتِرانُ الْكُئُوسِ بِالنُّوَّارِ
وَرَنِينُ الأَوْتَارِ في فَلَقِ الصُّبْـ … حِ ، وسَجعُ الطُيورِ فى الأوكارِ
بَيْنَ جَوٍّ معَ الْغَمَائِمِ سَارٍ … وَفَضَاءٍ مَعَ الْجَدَاوِلِ جَاري
مَنْظَرٌ يَفْتِنُ الْعُقُولَ، وَيَجْلُو … صَفحاتِ القلوبِ والأبصارِ
إِنَّ عَصْرَ الشَّبَابِ فِينَا مُعَارٌ … وَاللَّيَالِي تَرُدُّ كُلَّ مُعَارِ
فَاسْرَحَا وَامْرَحَا، فَقَدْ آذَنَتْنَا … نَسماتُ الصبا بِخلعِ العِذارِ
واغنَما صَفوة َ الرَبيعِ بِداراً … فالأمانى مَعقودة ٌ بالبدارِ
هُوَ فصلٌ تَختالُ فيهِ غُصونُ الـ … ـرَّوْضِ في حِلْيَة ٍ مِنَ الأَزْهَارِ
مَائِساتٍ مِثْلَ الْعَذَارَى عَلَيْهِنَّ … نَّ ثِيابٌ دُرِّيَّة ُ الأزرارِ
غَمزتها يدُ الصَّبا ، فَتلوَّت … راقِصاتٍ على غِناءِ القَمارِى
رَشَفَتْ خَمْرَة َ النَّدَى مِنْ كُئُوسِ الـ … ـزَّهْرِ حَتَّى تَمَايَلَتْ مِنْ خُمَارِ
فانتبِه يا نديمُ ، واستَصبِحِ السَّا … قِى بِكأسٍ تَفيضُ بالأنوارِ
وَاسْقِيَانِي، وَغَنِّيَانِي بِلَحْنٍ … يَبعثُ النَّفسَ مِن إسارِ الوقارِ
فَلَقَدْ آذَنَ الشِّتَاءُ بِسَيْرٍ … واسْتَهَلَّتْ طَلاَئِعُ النُّوبَهارِ
وَاسْتَدَارَ النَّهَارُ حَتَّى تَساوَتْ … كِفَّتاهُ بينَ الدُّجى والنَّهارِ