حَبيبي عَلى هذِهِ الرابِيَه – الياس أبو شبكة
حَبيبي عَلى هذِهِ الرابِيَه … أُحِسُّ خَيالَكَ يَرقى بيه
فَأُغلِقُ إِلا عَلى ما تُحِبُّ … روحُك قَلبي وَأَهدابِيَه
أَتيتُ أُحِبُّكَ في ما تُحِبُّ … وَيُضفي عَلى وَحيكَ العافِيَه
فَما دَفَّق الشِعرَ مِن أَصغريك … تجمَّع في هذِهِ الناحِيَه
أَراهُ عَلى المُنحَنى وَالخَليج … وَفي هذِهِ الغابَة الجارِيَه
وَفي ما يَقوت عُروقَ الدَوالي … وَما يُضمِرُ الكرمُ لِلخابيَه
أَراهُ عَلى أَملِ الزارِعين … في مَوسِمِ الحَقلِ وَالماشِيَه
وَفي كِبَرِ الدَلبِ وَالسنديانِ … يَحنو عَلى دعةِ الساقِيَه
أَتيتُ أُحبكَ في ما تُحِبُّ … وَأَوصِدُ دون الوَرى بابِيَه
فَما عالَمي غيرُ مَعنى الجَمالِ … أَهواكَ فيهِ َتَهوانيه
بِروحكَ مَغمورَةٌ يَقظتي … وَنَشوى بِسحرِك أَحلامِيَه
وَحِلمي بِحُبِّكَ لا يَنتَهي … وَهل تَنتَهي الغَفلَةُ الواعِيَه
مَصادِرُ وَحيكَ مَعقودَةٌ … بِقَلبي رُؤاها وَأَجفانيَه
فَفي كلّ مَطوى مِن الطَير راوٍ … وَفي كلّ مُنعَطفٍ راوِيَه
مِنَ الأَرضِ أَنشقُ أَعرافَ شِعرِك … رَيّانَةً كَالنَدى صافِيَه
أُحسُّ لَها في صَميمي غَليلاً … يخبُّ عَلى وَهجِ أَعراقِيَه
وَأَسمَعُ صَوتاً كَهَمسٍ عَميق … فَأَصغي لِتَسمعَ أَعماقيه
وَأُبصِرُ ما لا تَراهُ العيونُ … فَأَطويهِ كَاللَهِ في ذاتِيَه
حَبيبي عَلى هذِهِ الرابِيَه … أُقَرّبُ لِلحُبِّ إيمانيَه
إِذا هَجَر الحُبُّ دُنيا القُلوب … فَما تَنفَعُ الحِطَمُ الباقِيَه