حيَّتك من وَجَناتِها بشقيقها – حيدر بن سليمان الحلي

حيَّتك من وَجَناتِها بشقيقها … وجلت عليك مُدامة ً من رِيقها

وتبسَّمت لك عن ثناياً لم تَشِم … عينٌ كبارقها ولا كَعقيقها

وحبتكَ من رشفاتِها بسُلافة ٍ … ما فضَّ مُرتَشِفٌ خِتامَ رحيقها

وتعطّفت لك بانة ً غيرُ الصبا … لم يحضَ قبلك بانعطافِ رشيقها

ورنت بأجفانٍ إليك فَواترٍ … بأخي الهوى الدُنيا تضيق لُضيقها

يا أهلَ رامة َ ما الجمالُ وما الهوى … إلاّ لشائقٍ ريمكم ومَشوقها

نفحتكم بعبيرها ريحُ الصَبا … ونحتكم ديمُ الحيا ببروقها

فسقت ملاعِبَكم بأوطف تزدهي … منه بزهرِ رياضها وأنيقها

غيثٌ بسيب نَدى محمد صالحٍ … تشبيهُ واكفِ سحبهِ ودفوفها

هو خير من رضعَ المكارمَ درَّها … ورعى بها ـ مُذ كان ـ فرضَ حقوقها

مَن مثلُه وهو ابنها البرُّ الذي … ما همَّ لمحة َ ناظرٍ بعقوقِها

ملكٌ تجلّى للبريّة فخرهُ الـ … ـسامي تجلّي الشمسِ عند شروقها

فإذا تكرَّم كان فارجَ ضيقها … وإذا تكلَّم كان ضيقَ حلوقها

تفدي أنامله العريقة َ في الندى … أيدٍ من اللؤمِ انتساجُ عُروقها

ورثَ العُلى من سابقينَ لغاية ٍ … ما للبريّة مطمعٌ للحوقها

خُلقت كِراماً فهي تقتسم الثنا … والحمدَ بين جديرِها وخليقها

شرَعت طريقَ الجودِ وهو مشى به … فمشى الكرامُ وراءَه بطريقها

ولدتهُ مُمَّ «أبا الأمين» فأحرزت … بهما ثناء عدوّها وصديقها

بلغا السماءَ عُلاً وزادَ محمدٌ … شرفاً سما فيه على عيّوقها

أحيت أناملهُ العفاة َ ومن رأى … لُججاً يكون بها نجاة غريقها

كرمٌ كغادية السحاب تُزينهُ … لمعاتُ بشرٍ كالتماع بُروقها

يا من تفَّرعَ في الذرى من دوحة ٍ … تُجنى المكارمُ من ثمارِ وَريقها

من دوحة الشرفِ الذي بثرى العُلى … وَشَجَت قديماً سارياتُ عروقها

أهدى لك الفرحَ الإلهُ مخلَّداً … وكساكَ من حُلل الثنا برقيقها

هذي المسرَّة ُ كم أقرَّت أعيناً … ولأعينٍ كانت قذى ً في مُوقها

وعد الزمانُ بأن يزيلَ بها جوى … الأحشاء فاشاقت إلى تحقيقها

خَفقَت بها شَوقاً وحين وفى بها … سكنت وقرَّت بعد طول خُفوقها

وغدا الزمانُ وقد ترشَّف راحها … نشوانَ بين صَبوحِها وغَبوقِها

فليُهنينكَ سائغُ الطرب الذي … لك قد أغصَّ الحاسدينَ بريقها

واسعد بعرس محمدٍ حسن العُلى … وأخي النُهى عبد الحسين شقيقها

داما بظلّكَ رافهينَ ولم تزل … تَغلي حُشاشة ُ من أبى بحريقها

فبنوك ثمَّ بنو أخيك جميعهُم … تأوي الوَرى منهمِ لفارج ضيقها

فإذا الخطوبُ تراكمت فالمصطفى … يُرجى لدفعِ جَليلها ودقيقها

وإذا لياليها دَجَت فمحمدُ الـ … ـهادي بِطلعتهِ انجلاءُ غسوقها

ولدى أمين المجد حفظُ عهودِها … إن خانَها دهرٌ بحلّ وثيقها

أبني العُلى ارتشفوا سُلافة َ فرحة ٍ … أحلى من الصهباءِ في راووقها

طاب السرور بها فقلت مؤرخاً … وصل الأحبة َ عرسُكم برحِيقها