حيتْكَ بكرُ النظم غدوه – حيدر بن سليمان الحلي

حيتْكَ بكرُ النظم غدوه … تجلو الثنا شغفاً وصبوه

بنواصع من لفظها … مثل الشموس بزغنَ ضحوه

طربتْ لمدحكَ هيفُها … فثنتْ معاطفَ ذات نشوه

جاءتكَ تشكرُ أنعما … سبقتْ إليها منك حلوه

أو قرتها منناً أتتْ … منك ابتداءاً لأبدعوه

عن حملها ضعفت وفيـ … ـها اُعطيتْ للسعي قوَّه

فأتتْ تقاصرُ عن خُطاها … خطوة ً ثقلتْ فخطوه

ودعتكْ يا من ليس يحنو … والدٌ أبداً حنّوه

ماذا أقولً بمدح مَنْ … فيه كتابُ الله نوّه

علمُ الهدى السامي الذي … لا تلحق العلماءُ شأوه

ورثَ الأئمة كلّما … قد ورّثوا من غير صفوه

فحوى جميعَ خصالهم … إلا الإمامة والنبوّه

أمنازعيه رياسة ً … كلٌّ بها يبغي علوَّه

من أين أنتم إنّما … إرثُ الأبوة للبنوّه

بل مالكم في الاشتراكِ … مع ابن وحي الله حظوه

حيث الإمامُ بكل عصرٍ … واحدٌ هو فيه قدره

وإمامُنا مهديُّ هذا الـ … ـعصرِ نلجأ فيه نحوه

هذا بقيَّة ُ جدَّهِ … هل فيكُم تجدون كفوه

ورعٌ جميعُ فعاله … للهِ لا لهوى ً وشهوه

لا مضمراً غشاً عليه … بزبرج التقوى مموّه

لكن تمحَّض للإلهِ … تقى ً بكل ملاً وخلوه

جارٍ على حالٍ بها … أضحى لأهل الدين أسوه

فاشددْ يديك به فما … للدين أوثق منه عروه

كم فكَّ من عانٍ وكم … قد راشَ محصوصاً بثروه

وصعابِ أمرٍ أسلستْ … مذ راضَها من بعد نخزه

فهو ابنُ قومٍ لا تحلُّ … لهم يدُ اللأواء حبوه

وأبو أطايبَ لم تقمْ … عن مثلهم في الدهر نسوه

قمرُ السماء أبوهمُ … شرفاً وهم والشهبُ اخوه

ولِدوا ببيتٍ من بيو … ت الوحي أعلاهنَّ ذروه

وتراضعوا لبنَ الإمـا … مة فيه من ثديِ النبوّه

بيتٌ لأبكار المكا … رم كل يوم فيه جلوه

هو كعبة ٌ والجودُ مشـ … ـعرُه ومروته المروّه

نعْمَ المناخُ بيوم ضيـ … ـقة ِ فاقة ٍ وبليل شتوه

فازرعْ رجاكَ به نجدْ … ه كحبَّة ٍ نبتتْ بربوه

للجود فيه جعفرٌ … كرماً يعدُ البحرَ حسوه

ويريكَ لينُ يديه رقـ … ـة غاديات السخب قسوه

في كل يومٍ في حماه … لغارة الآمال غزوه

تُسبى مواهبُه بها … ويُسرُّ إذ يؤخذْنَ عنوه

كم فاحَ من أعطافه … أرجُ الفخار بدار ندوه

ولكْم إلى شرفٍ جرى … وجرتْ بنو العلياء تلوه

فهووَا وحلّقَ يركبُ الـ … شعري العبورَ إليه صهوه

بشراكِ سائمة الرجاءِ … فلم ترى ما عشتِ جفوه

قد جاء أكرمُ مَن به … أملُ العفاة أناخَ نضوه

لقيتْ أخاها المكرماتُ … فلم تحفْ للبخل سطوه

هو ذاك نعْمَ فتى السما … حة ِ والسجاجة والفتوّه

ماءُ الحياة لذى الهوى … ولفلبِ ذي الشحناء جذوره

ما إن سما لعليَ تودُّ … النيّراتُ بها علوّه

إلا التقى معه أخوه … صالحٌ منها بذروه

هذا المنوّهُ في المعالي … باسمه هذا المنوّه

غيظُ الحسود إذا بدا … شرقُ الخصيم إذا تفوّه

فيه سماتُ الفضل تشهدُ … أنه في الفضل قدوه

تحكى شمائله شما … ئلَ من غدا في المجد صنوه

روحُ الكمال محمدٌ … أكرمْ به للمجد صفوه

هو والحسين من العلا … ءِ كلاهما عنقٌ وصهوه

ريحاننا شرفٍ تضوّ … عَ منهما أرجُ النبوّه

يا أخوة َ الشرف الرفيع … وبوركتْ تلك الاخوّه

حيتكُمُ بدويَّة ٌ … هي عن سواكمْ ذاتُ نبوّه

مخضتْ ثميلتها لكم … حلبَ الثناء صريحَ رغوه

وسقتكم منها مكا … فئة ً على الإحسان صفوه

وإذا اكتستْ حللُ القبو … ل فحقَ أنْ تختالَ زهوه