حماها أنْ تشلَّ وأنْ تراعا – مهيار الديلمي
حماها أنْ تشلَّ وأنْ تراعا … رصيدُ الكيدِ ما حملَ استطاعا
هصورٌ تقبضُ الأقدارُ عنهُ … حبائلها إذا بسطَ الذِّراعا
ذكيُّ العينِ أغلبَ لمْ تزدهُ … ممارسة ُ العدا إلاَّ امتناعا
يبيتُ بنفسهِ جيشاً لهاما … ويكفيهِ توحُّدهُ الجماعا
إذا ذعرَ الطّريدة َ لمْ يجرها … هوتْ خفضا أو اطلعتْ يفاعا
يشمُّ الرِّزقُ عنْ مسرى ثلاثٍ … فيقطعها على سغبٍ تباعا
تكلِّفهُ الدَّماءُ ملبَّداتٌ … لهُ بالغابِ تنظرهُ جياعا
لهُ ثقة ٌ بأوبتهِ نجيحاً … يطاولها الهمامُ أو النزاعا
إذا نصلتْ مخالبها لغوباً … أعادَ خضابها العلقُ المتاعا
يغاديهاالغريضُ ويعتشيها … شبولاً أوْ تتمُّ لهُ سباعا
فكيفَ يخافُ سائمها عليها … وما يحفظْ أسامة ُ لنْ يضاعا
رعتْ وادي الأمانِ بهِ وراحتْ … رواءً منْ مشاربها شباعا
تضيقُ على كراكرها خطاها … إذا صاحَ الحداة ُ بها الوساعا
مضتْ بجنوبها عرضاً وطولاً … فما تسعُ الحبالُ ولا النَّساعا
كفاها عمدة لإ الملكِ الولايا … وأفرشها النَّمارقُ والنّطاعا
ومدَّ لها منَ الإحسانِ ظلاًّ … يفيءُ بهِ الحدائقَ والوقاعا
وقدْ تامَ الرُّعاة ُ وغادروها … على جرَّاتها نهباً مشاعا
تواكلها الحماة ُ وتصطفيها … ولاة ُ السُّوءِ بزلاً أو جذاعا
إذا حامتْ لوردِ العدلِ قامتْ … عصيُّ الجوعِ تطردها تباعا
فحرَّمَ سرحها وحنا عليها … وضمَّ سروحها بدداً شعاعا
فتى ً إنْ مدّتْ الجوزاءُ كفّا … لها خرقاءَ مدّ يداً صناعا
فقرَّتْ في معاطنها ودرَّتْ … وباركتِ المنائحَ والقراعا
وفي الكافي وقدْ عجزتْ رجالٌ … علتْ حظَّاً ولمْ تعلو اضطلاعا
ونالَ بحقِّهِ ما نالَ قومٌ … فشا غلطُ الزَّمانِ بهمْ وشاعا
أضيفوا في العلا نسباً دخيلاً … فعدّوُها الزَّعانفَ والكراعا
زوائدَ مثلما ألصقتَ ظلما … بثوبٍ لا خروقَ بهِ الرِّقاعا
وما قرعوا على النَّعماءِ باباً … ولا بسطوا إلى العلياءِ باعا
تعاطوها مكلفة ً كراهاً … وقمتَ بها مولَّدة ً طباعا
وملَّككَ السِّيادة ُ عرقُ مجدٍ … تليدٍ كانَ إرثاً لا ابتياعا
حضنتَ بحجرها وسقتكَ درَّاً … بخلفيها فوفّتكَ الرِّضاعا
وجئتَ ففتَ عزَّ الأصلِ حتّى … فرعتَ بنفسكَ الأفقَ ارتفاعا
نظمتَ الملكَ منخرطاً بديدا … وقمتَ بحفظهِ ملغى ً مضاعا
شعبتْ قناتهُ ولقدْ تشظَّتْ … معاقدها وصوماً وانصداعا
ورشتَ فطارَ وهوَ أحصُّ ترمي … محلِّقة ُ النُّسورِ بهِ الضِّباعا
على حينِ النزيُّ رأى المداوي … وحطَّ مخمِّرُ الشَّرِّ القناعا
وقامَ الدَّهرُ يجذبُ كلَّ عنقٍ … معظَّمة ٍ فيوطئها الرِّعاعا
وباتَ الخوفُ يقسمُ كلَّ عينٍ … فما يجدِ الكرى طرفاً خشاعا
وكلُّ يدٍ لها بطشٌ بأخرى … بغشمٍ لا ارتقابَ ولا ارتداعا
نهضتَ وبالظُّبا عنها نياطٌ … تهزُّ قناً وأقلاماً شراعا
ولمْ أرَ كالحسامِ غداً جبانا … دعا قلماً فأصرخهُ شجاعا
فداجية ٌ برأيكَ قدْ تجلَّتْ … وعاصٍ منْ حذاركَ قدْ أطاعا
إذا الوزراءُ ضمّهمُ رهانٌ … فتيَّاً أوْ ثنيَّاً أوْ رباعا
سبقتَ بخصلة ٍ لمْ يحرزوها … على ما قدَّموا القضبَ الوساعا
وكنتَ أعفَّهمْ نفساً وأجرا … همُ عزماً وأرحبهمْ ذراعا
عزفتَ فما ترى الدُّنيا جميعا … وزخرفَ ملكها إلاّ متاعا
وقدْ أعطتكَ مقودها ذهابا … على تصريفِ أمركَ واتِّباعا
وغيركَ قادراً لمْ يعصِ والي … هواهُ ولا استطاعَ لهُ دفاعا
مدحنا النّاسَ قبلكَ ذا نوالٍ … حوى خيراً ومحشيَّاً مراعا
وقلنا في الكرامِ بما رأينا … عياناً أوْ نقلناهُ سماعا
فلمَّا عبَّ بحرُ نداكَ كانوا … إلى يدكَ النَّقائرَ والبقاعا
وأنَّكَ بالّذي سمعوا لأولى … ولكنْ صافقٌ غبنُ البياعا
فيالشهادة ٍ بالجودِ زوراً … جرتْ ومدائحَ ذهبتْ ضياعا
ولو أنّا ملكنا الرِّيحَ رمنا … لذاهبٍ ما استعاروهُ ارتجاعا
وسقناهُ إليكَ فكانَ أنقى … وأضوعَ عبقة ً بكَ وارتداعا
هلْ أنتَ لقولة ِ طغتْ اضطرار … تقابلها فتوسعها استماعا
أدومُ على خصاصتهِ طويلا … مخافة َ أنْ يقالَ شكا اقتناعا
يسارقُ عيشة ً رعناءَ حيرى … فلا وهداً تحلُّ ولاتلاعا
يرقِّعها وتسبقهُ خروقاً … وهذا الفريُّ قدْ غلبَ الصِّناعا
وكنتَ تعيرهُ لحظاً فلحظا … فتحفظهُ ولولا أنتَ ضاعا
وتمسكهُ ببلغة ِ ما تراهُ ال … مكارمُ ممكناً لكَ مستطاعا
فينقصُ عمرهُ يوماً فيوماً … بفضلة ِ ذاكَ أوْ ساعاً فساعا
وقدْ نسخَ العطاءُ فصارَ منعاً … وعادَ الوصلُ صدَّاً وانقطاعا
وكادَ الكامنُ المستورُ يبدو … وأسرارُ التَّجمُّلِ أنْ تذاعا
وضاقتْ ساحة ُ الأوطانِ حتَّى … تطاولَ أينَ يرسلها اطِّلاعا
وما للحرِّ تلفظهُ بلادٌ … كعزمٍ ينهضُ الإبلَ الظِّلاعا
وأقسمُ لوْ أمنتُ عليكَ عقبى ال … سماحة ِ لمّا بم خفتُ الزَّماعا
وما ونداكَ ما هوَ أنْ أمرَّتْ … مريرة ُ جفوتي إلاَّ الوداعا
أفارقكمْ لغيرِ قلى ً فظنِّي … بنفسي بعدكمْ أنْ لا انتفاعا
وأتركُ بينكمْ غررُ القوافي … تناوحُ خلفَ ظهري أو تناعى
فمنْ لكمُ يقومُ بها مقامي … إذا اندفعتْ مواكبها اندفاعا
بقيتُ لها وماتَ النَّاسُ غيري … فغاروا للبقية ِ أنْ تضاعا
هبوني مهرة َ العربيِّ فيكمْ … تجاعُ لها العيالُ ولنْ تجاعا
أعيذُ علاكَ انْ أنسى قريباً … وأنْ تشرى الكفاة ُ وأنْ أباعا
لعلَّكَ تصطفي عرقاً كريماً … فتحمدهُ اغتراساً واصطناعا
ومدلية ٍ إلى نعماكَ عنِّي … بحقٍ في المكارمِ أنْ تراعى
تشافهكَ الثَّنا عنِّي وتمسي … حصاباً في عدوِّكَ أوْ قراعا
لها في بعدِ مسراهُ أجيجٌ … عصوفُ الرِّيحِ يخترقُ اليراعا
تكونُ تمائماً لكَ أوْ رقى ً في … لساعِ الدَّهرَِ إنْ لهُ لساعا
وأنَّ المهرجانَ لهُ شفيعٌ … خليقٌ أنْ يبرَّ وأنْ يطاعا
فلا عدمتكَ يا بدرُ الليالي … ولا خفتَ المحاقَ ولا الشِّعاعا
ولا خلجَ الزَّمانُ عليكَ بيتاً … بفرِّقُ ما تحبُّ لهُ اجتماعا
فإنَّ ظعائناً بالسَّفحِ قدَّتْ … أديمَ اللّيلِ ينصعنَ انصياعا
حملنَ بها مكرّمة ً رخيَّاً … حصينا عهدهُ ودماً مضاعا
طوالعُ أوْ غرائبُ في شرافٍ … ملاً فملاً يرونَ بها ملا عا
وفي الأحداجِ محجوباً هلالٌ … إذا راقَ العيونَ خفى فراعا
يحييهِ خفوقِ الظّلِّ حتّى … إذا ركبَ الهوى صدقَ المصاعا
أشاطَ دمي وخلَّفني ودمعي … أسيلُ بهِ الملاعبَ والرِّباعا
سطا بقبيلهِ فلوى ديوني … قضاعة َ منْ لخصمكمُ قضاعا
أمنكَ سرى ابنة َ الأعرابِ طيفٌ … وقدْ كذباَ على الشَّعبِ انصداعا
سرى والصُّبحُ يذعرُ من توالي ال … نُّجومِ معذِّباً بقراً رتاعا
ألمتْ منْ شرافَ لنا فحيَّتْ … أظبية ُ أمْ أرى حلماً خداعا
فإمَّا أنتَ أوْ طيفٌ كذوبٌ … كلا الزُّورينِ كانَ لنا متاعا