حرم عليها نزهاتِ الوادي – مهيار الديلمي

حرم عليها نزهاتِ الوادي … و ولها جوانبَ البلادِ

و غنها إنْ طربتْ لصافرٍ … آذانها برهجِ الجلادِ

و اسبقْ بها إلأى العلا شوطَ الصبا … لعلها تعدُّ في الجيادِ

قد لفظتكَ هاجدا وقاعدا … مكاسرُ البيتِ وحجرُ النادي

كم التمادي تطلب العفوَ به … قد بلغَ الجهدَ بك التمادي

لا بد إن عفت تخاليطَ القذي … ان تخلطَ الأرجلُ بالهوادي

ما العزُّ بين الحجراتِ كامنا … و لا الغني في الطنبِ والعمادِ

تفسحي يا نفسُ أو تطوحي … إما الردى أو دركُ المرادِ

إن النفوس فاعلمي إن حملتْ … مسجونة ٌ في هذه الأجسادِ

خيرٌ من الزاد الوثيرِ والأذى … أن أنفضَ الأرضَ بغير زادِ

قد ملني حتى أخي وأنكرتْ … كلابُ بيتي في الدجى سوادي

كم أحملُ الناسَ على علاتهم … قد جلبَ الظهرُ وجبَّ الهادي

في كل دارٍ ناعقٌ يخبطُ في … جنبيّ وهو خاطبٌ ودادي

و حالمٌ لي فإذا استسعدتهُ … في يوم روعٍ مال بالرقاد

يعجبهُ قربي لغير حاجة ٍ … فإن عرتْ طارَ مع البعادِ

إذا عدمتُ عددي ضحكتُ من … تبجحي بكثرة ِ الأعدادِ

أنسا على ما خبلت وخلبتْ … بروقها بوحشة ِ انفرادي

ما أنا والحزمُ معي بآمنِ … شريحتى ْ صدري على فؤادي

قد شمتَ النقصانُ بالفضلِ وقد … تسلط العجزُ على السدادِ

فاجفُ الوصولَ واهجُ من مدحهُ … فربما تصلحُ بالفسادِ

و لا تخلْ ودَّ العميد منحة ً … سيقتْ بقصدٍ أو عن اعتمادِ

لكنها جوهرة ٌ يتيمة ٌ … تقذفها البحارُ في الآحادِ

جاءت بها والوالدات عقمٌ … مقبلة ٌ غريبة ُ الولادِ

خلَّ له الناسَ وبعهم غانيا … به على كثرتهم وفادِ

و حكم المجدَ التليد فيهم … و فيه واسأل ألسنَ الروادِ

بالأقربينَ الحاضرين منهمُ … ما غاب من ذاك البعيدُ النادي

و حبذا بين بيوتِ أسدٍ … بيتٌ إذا ضلَّ الضيوفُ هادي

أتلعُ طال كرما ما حوله … تشرفَ الربوِ على الوهادِ

موضحة ٌ على ثلاثٍ نارهُ … إن سرفوا النيرانَ في الرمادِ

بيتٌ وسيعُ الباب مبلولُ الثرى … ممهد المجلسِ رخصُ الزاد

إنْ قوضَ البيوتَ أصلٌ حائرٌ … طنبَ بالآباءِ والأجدادِ

ترفعُ عن محمدٍ سجوفهُ … جوانبَ الظلماء عن زنادِ

أبلج يورى في الدجى جبينه … على خبوّ الكوكب الوقادِ

ساد وما حلتْ عرى تميمه … بالأطيبين النفسِ والميلادِ

و جاد حتى صاحت المزنُ به … أكرمتَ يا مبخلَ الأجوادِ

من غلمة ٍ تحاشدوا على الندى … تحاشدَ الإبلِ على الأورادِ

و دبروا المجدَ فسدوا ما ولوا … سدَّ السيوف ثغرَ الأغمادِ

مشوا على الدارس من طرق العلا … و يقتفي الرائحُ إثرَ الغادي

يعتقبون درجا ذروتها … تعاقبَ العقودِ في الصعادِ

مثنى ووحداناً إلى أن أحدقوا … بهالة ِ البدرِ على ميعادِ

للكلمِ المعتاصِ من سلطانهم … عليه ما للجفل المنقادِ

فهم قلوبُ الخيل مثلُ ما همُ … إن خطبوا ألسنة ُ الأعوادِ

هل راكبٌ وضمنتْ حاجتهُ … غضبيَ القماصِ سمحة ُ القيادِ

مطلقة ُ الباعِ إذا تقيدتْ … من الكلالِ السوقُ بالأعضادِ

تدرُّ قبل البوّ أو تطربُ من … مراحها قبل غناء الحادي

لا يتهمُ الليلُ عليها فجرهُ … و لا يخافُ عدوة َ العوادي

لها من الجوّ العريضِ ما اشتهتْ … همك في السرعة ِ والإبعادِ

تصدقها واللحظاتُ كذبٌ … عينا قطاميًّ على مرصادِ

بلغ وفي عتابك الخيرُ إذن … تحية ً من كلفِ الفؤادِ

ينفثُ فيها شجوه كما اشتفى ال … مدنفُ بالشكوى إلى العوادِ

قلْ لعميدِ الحيّ بين بابلٍ … و الطفَّ جادت ربعك الغوادي

ما اعتضتُ أو نمتُ على البين فلا … بقلقي بتَّ ولا سهادي

أشرقني الشوقُ إليك ظامئا … بالعذب من أحبابيَ البرادِ

ما زارني طيفُ حبيبٍ هاجرٍ … إلا اعترضتُ فثنى وسادي

و لا نسمتُ البانَ تفليه الصبا … إلا تضوعتك من أبرادي

و البدرُ يحكيك فيشقى َ ناظري … حتى كأنّ بيضه دآدي

فهل على ماء اللقاء بلة ٌمالك لا تسمحُ بالقربِ كما تسمحُ بالمالِ وبالإرفادِ … يروي بها هذا النزاعُ الصادي سقط بيت ص

أنت جوادٌ والنوى مبخلة ٌ … ما أعجبَ البخلَ من الجوادِ .

ملكتني بالودّ والرفدِ معا … و الرفدُ من جوالبِ الودادِ

و قاد عنقي لك خلقٌ سلسُ ال … حبل على صعوبة انقيادي

حملتُ منك اليدَ بعدَ أختها … بكاهلٍ لا يحمل الأيادي

و لم يكن قبلكَ من مآربي … لمسُ يدِ المجدي ولا من عادي

موافقا أعطيتَ فيها مسرفا … و البحرُ يعطيني على اقتصادِ

فما أذمُّ الحظَّ إلا قمتَ لي … بمنة ٍ تكسبه أحمادي

و لا أنادي الناسّ إلا خلتني … إياك من بينهمُ أنادي

و لم تكن كخلبيًّ برقهُ … لا للحيا اعتنَّ ولا الإرشادِ

يجلبُ مدحي بلسانٍ ذائبٍ … مع النفاق ويدٍ جمادِ

ما عرفتْ فيه الندى طيٌّ ولا … أغناه شيخُ البيتِ في إيادِ

يدخلُ في مجدِ الكرام زائدا … غبينة َ الأنسابِ في زيادِ

تلسطَ البخلُ على جنابهِ … تسلطَ الخلفِ على الميعادِ

لتعلمني شاكرا مجتهدا … إن هو كافا عفوك اجتهادي

بكل مغبوطٍ بها سامعها … كثيرة الأحبابِ والحسادِ

مصمت لها النديُّ واسع … نصيبها الضخمَ فمُ الإنشادِ

غريبة حتى كأنْ ما طبعتْ … من طيبِ هذا الكلمِ المعتادِ

ترفعها عنايتي عن كلفة ِ ال … لفظِ ومعنى الغارة المعادِ

تغشاك إما بالتهاني بالعلا … أو التهادي بكرة َ الأعيادِ