حديث للذكرى على قارعة الذات – فواغي صقر القاسمي
مرت أطياف الذكرى
لسنابل تتدلى منها الكلمات..
يتشكل عنقودا مزدانا بالأحلام …
يرتجفُ سؤالٌ في شفتيها
يا ذاك العنقود المعقود الشهد بأجزائهْ
ظمأى ورحيقك يغريني
يحرث في جوفي ألف نداءْ
وعيون الجمع تحاصرني
هل أدنوأرتشفُ القطراتْ
أم أقطف ذاك العنقودْ ؟
كانت ترنو للحلم الـ يدنو من بين الأنوارْ ،
يكتب أقنوما ً من أشجان ِ القيثاره
تتموسق فيه رغائبها
وصهيل حشود ٍمن نزق ٍ
تتجمهرُ في عمق ِ الوهم ِ
تبعثرُ كل أمانيها ..
،
،
بخيالٍ ،
قادتها للنهر ِ المفتونِ خطاها ،
لخرير الماء على الصخره
كرنين ِ الناقوس ِ بقافية الأسحارْ
لهواها المعجون بصمت الحزن
و بالأسرارْ
ينزلق حميما
كالآهات المشحونة بالترتيلْ..
تجترُّ الذكرى
تُنشبها بالشفق الورديْ
تتساءل عن مكنون شرودٍ ،
حين تبدّى الساعي من نافذة المرسال ،
ألقى عنوانا مختوما بنشيج المشتاق …
سحرا يا هذا المنسوج على الورقة
و الساعي يحمله نشوانا
لو عين تلمس حرفا دون تعاويذٍ ،
لاحترق النهر بجمر المعنى
و لثمل البحر بخمر النبض ِ
و تساقط منضود المرجانْ
،
،
أواه يا ذاك الحزن المرسوم بغربتها
و الصارخ في أنحاء هواها
يذروها كهشيم الموقد
حائرة كسحاب بَرِد ٍ
بُلـّدَ تبليدا ً
و المطرُ المخنوق بداخله
يتمزقُ من ألم الترويبْ..
أطفأت الشمس بقايا الليل القابع في كف تخيلها
ألقت ببحور التيه على أعتاب التأويلْ
لتميد بذاك الأسطوره
ولتكتب بالدمع على أهداب الليلْ ،
حزن العشاقْ ..
تمحو كل حكاياته ..
كل سكون نام بحضن ٍ يدفئها
يساقيها من كأس هواه …
فتهيم كقبرة ٍ حيرى
وتعود لتنتشل الحلم من الأوهامْ
وعلى قارعة الذاتْ
تغرسه أيقونة ذكرى ..