جُزِيتَ عَنَّا الْخَيْرَ يَا مَجْمَعاً – خليل مطران

جُزِيتَ عَنَّا الْخَيْرَ يَا مَجْمَعاً … رِجَالُهُ عليَةُ أَهْلِ الأَدَبْ

رَئِيسُهُ مَنْ هُوَ فَاذْكُرْ لُهُ … مَا شِئْتَهُ مِنَ نَسَبٍ أَوْ حَسَبْ

وَصَحْبُهُ فِي نُخَبِ الشْرَقِ مِنْ … أَهْلِ الحِجِى وَالْعِلْمِ أَصْفَى النُّخَبْ

قَدْ هَلَّ مِنْ عَزْمِكَ مَا يَرْتَجَى … وَلاَحَ مِنْ فَضْلِكَ مَا يُرْتَقَبْ

حَدِّدْ لَكَ الخَيْرَ وَلاَ تَتَّئِدْ … فَإِنَّمَا تَبْعَثُ مَجْدَ العَرَبْ

حَاضِرَةُ الإِسْلاَمِ فِي حُقْبَةٍ … تَجْدُرَ أَنْ تُدْعَى بِكُبْرَى الْحُقُبْ

وَالَتْ عَلَى الدُّنْيَا الفُتُوحُ الَّتِي … تَعَاقَبَتْ وَاتَّصَلَتْ كَالسَّبَبْ

فِي كُلِّ مَعْنىً مِنْ مَعَانِي الْعُلَى … مَشَى بِهَا اليُمْنُ وَلاَءَ الحَرَبْ

أَنْ تَسْتعِيدَ مِنْ عِزِّهَا مَا مَضى … وَهْيَ لَهُ أَهْلٌ فَهَلْ مِنْ عَجَبْ

صَحِبْتُ مِنْ مِصْرَ أَخِي حَافِظاً … وَحَافِظُ أَنْبِلُ مَنْ يُصْطَحَبْ

حَتَّى حَجَجْنَاهَا فَيَا لُطْفُ مَا … فِيَها لَقَيْنَا مِنْ جَزَاءِ الْنُّصَبْ

جَنَّةُ عَدْنٍ طَالَعَتْنَا بِمَا … سُرَّ وَسَرَّى وَشَفَى مَنْ وَصَبْ

فالطَائِرُ الْغِرِّيدُ فِي رَوْضِهَا … أَسْكَتهُ حَيْنَا تَنَاهِي الطَّرَبْ

إِنْ تَسْتَزِيدُوهُ فَفِي قَابِلٍ … يَسْمَعُ مِنْهُ كُلُّكُمْ مَا أَحَبْ

يَا سَادَةٌ صَعَّدَ بِي فَضْلُهُمْ … إِلى ذُرَاهُمْ وَمَكَانِي صَبَبْ

شَرَّفْتُمُونِي بِانْتِسَابِي إلى … مَجْمَعِكُمْ يَا حَبَّذَا المُنْتَسَبْ

وَفَّقَنِي اللهُ إلى خِدْمَةٍ … أَقْضِي بِهَا مِنْ حَقَّهِ مَا وَجَبْ

قَلَّدْتُمُونِي بَيْنَكُمْ رُتْبُةً … في نَظَرِي تَسْمُو جَمِيعَ الرُّتَبْ