جلَّ الإله فما تحصى معارفه – محيي الدين بن عربي

جلَّ الإله فما تحصى معارفه … ولا عوارفُه ولا مواهبهْ

ولن يصاحبه من خلقه أحد … لكنه الله في المشروعِ صاحبهُ

ومن يكون بهذا الوصف فارضَ بهِ … رباً فإنكَ بالبرهانِ كاسبهُ

واعلمْ بأنك مجبورٌ على خطرٍ … في خرجِ ما أنتَ بالرحمنِ واهبهُ

فمن يوافقكم فأنت شاكره … ومن يخالفكم فما تطالبه

لعلمكمْ إنه ماعنده خبرٌ … فالله طالبهُ ما أنتَ طالبه

لولا الوجودُ ولولا سرُّ حكمته … ماكانَ لي أملٌ فيمنْ أصاحبهُ

إني خصيص لما أوليه من كرم … إني خسيسٌ لجانٍ إذ أعاقبه

العفو أولى بنا إن كنتَ ذا كرمٍ … فإنني عارفٌ بمن أراقبه

الخلقُ منْ خلقٍ أشفتْ مكانتهُ … ولا يجانبني إذا أجانبهُ

لعلة ٍ ولجهلٍ قامَ بي فأنا … للجهلِ في المنع أنسى إذ أعاتبه

فالله يغفر لي ما قد جنته يدي … مما يكون له مما أقاربه

فالجهلُ غالبتهُ والجهلُ من شيمي … وما يغالبني إذا أغالبهُ

إني عجبتُ لمن قد قال من عجبٍ … الله من كثرتْ فينا أعاجبهُ