جاء بها والخيرُ مجلوبُ – مهيار الديلمي
جاء بها والخيرُ مجلوبُ … طيفٌ على الوحدة ِ مصحوبُ
طوى الفى يركب أشواقه … و الشوقُ في الأخطار مركوبُ
ساعة َ لا مسرى على شقة ٍ … تعيا بها البزلُ المصاعيبُ
يرغبُ في الظلماءِ مستأنسا … و جانبُ الظلماءِ مرهوبُ
أحسنَ بي حتى تخيلته … أصدقَ شيءٍ وهو مكذوبُ
أني تسديتَ لنا باللوى … وصارة ٌ دارك فاللوبُ
و بيننا عمياءُ من أرضكم … دليلها أبلهُ مسلوبُ
لا يهتدى الذئبُ إلى رزقهِ … فيها ولو شمَّ بها الذيبُ
فزرتَ شعثاً طاف ساقي الكرى … عليهمُ والطاسُ والكوبُ
فما تدلى النجمُ حتى التوى … مماكسٌ منهم وشريبُ
بتُّ ورحلي بكِ ريحانة ٌ … نمَّ عليها الحسنُ والطيبُ
كأنما ذيلُ الصبا فوقها … بالقطرِ أو ذيلكِ مسحوبُ
يا ابنة َ قومٍ وجدوا ثأرهم … عندي بها والثأرُ مطلوبُ
لولاكِ والأيام دوالة ٌ … ما استعبدَ الفرسَ الأعاريبُ
أراجعٌ لي بضمانِ المنى … ملحوبُ أو ما ضمّ ملحوبُ
و صالحاتٍ من ليالي الحمى … ما شابها إثم ولا حوبُ
لهوى َ نسك ووجوهُ الدمى … تحت دجاها لي محاريبُ
و ذاهلٍ عابَ حنيني لها … و لم يعبْ أنْ حنتِ النيبُ
قال سفاهٌ ذكرُ ما قد مضى … و ظنَّ أنَّ اللومَ تأديبُ
ما لكَ لا أحببتَ إلا ومن … فوقك سوطُ العذلِ مصبوبُ
إنْ أبكِ أمرا بعد ما فاتني … فقد بكى قبليَ يعقوبُ
و أنكرَ الصبوة َ من شائبٍ … حتى كأنْ ما صبتِ الشيبُ
و هل عدتني شيبة ٌ في الحشا … إذ مفرقي أسودُ غربيبُ
لا لاقطٌ فيها ولا خاضبٌ … و الشيبُ ملقوطٌ ومخضوبُ
يغلبُ فيها الحبُّ أمرَ النهى … و الحزمُ بالأهواءِ مغلوبُ
أما تقنعتَ بها رثة ً … لابسها عريانُ مسلوبُ
تلاقتِ الأوجهُ مقتاً لها … عني فمزورٌّ ومقطوبُ
ناصعة ً في العين لكنها … تبغضُ والناصعُ محبوبُ
فقد أراها وضيا وجهها … لي شركٌ في البيضِ منصوبُ
أيامَ في قوسِ الصبا منزعٌ … و نبلهُ المكنونُ منكوبُ
و قد أزورُ الحيَّ مستقبلاً … لي منهُ تأهيلٌ وترحيبُ
و أغشمُ البيتَ بلا آذنٍ … و هو على الأقمارِ مضروبُ
و أشهدُ النادي فمستعبدُ ال … سمعِ بآياتي ومخلوب
و موصد الأبوابِ ناديتهُ … حتى بدا لي وهو محجوبُ
خادعتُ من سلطانهِ صخرة ً … فانجبستْ لي وهي شؤبوبُ
و رحتُ عنه والذي يملكُ ال … مملوكُ والغاصبُ مغصوبُ
فاليومَ إنْ صرتُ إلى ما ترى … فهيْ الليالي والأعاجيبُ
آنسني بالعدمِ توفيرهُ … عرضي وأنَّ المال موهوبٌ
جربتُ قوما فتجنبتهم … و رسلُ العقلِ التجاريبُ
و زادني خبراً بمن أنقى … أني بمن آمنُ منكوبُ
قل لأخي الحرصِ أسترحْ إنما … حظكَ إدلاجٌ وتأويبُ
إذا الحظوظُ انصرفتْ جانبا … لم يغنِ تصعيدٌ وتصويبُ
مالكَ تحتَ الهونِ مسرزقا … و إنما رزقك مكتوبُ
لا تذهبنَّ اليومَ في ذلة ٍ … فاليومُ من عمرك محسوبُ
و إن جهدتَ النفسَ في مكسبٍ … فالمجدَ إنَّ المجدَ مكسوبُ
جدَّ ابنُ أيوبَ ولو قد ونى … كفاهُ ما شيدَ أيوبُ
رأى رويدَ السير عجزا به … فسيرهُ حضرٌ وتقريبُ
سما إلى المجد فقال العدا … له طريقٌ فيه ملحوبُ
ساد طريرَ الماءِ حتى انتهى … و الشيبُ في فوديه ألهوبُ
و الرمحُ لا يذرعُ إلا إذا … تكاملتْ فيه الأنابيبُ
أضحى وزيرُ الدين ذا مغرمٍ … وزارة ُ الدنيا وتعذيبُ
رتبة ُ عزًّ فخرها عاجلٌ … و أجرها ذخرٌ وتعقيبُ
ما هجمتْ غشماً ولا ضره … تدرجٌ فيها وترتيبُ
وزارة ٌ ما زال من قومه … معرقٌ فيها ومنسوبُ
أبناُ عباسٍ و أيوبَ مذ … تفرعوا ربٌّ ومربوبُ
خلائفُ الله وأنصارهم … فصاحبٌ طابَ ومصحوبُ
لا ودهم غلٌّ ولا حبلهمْ … يوما بغدرِ الكفَّ مقضوبُ
جارهمُ يؤكل في جورهم … و ما لهمْ بالإفكِ منهوبُ
و ما على مقصٍ سواكمْ إذا … أدناكمُ في الرأي تثريبُ
لا تلكم العاداتُ منكم ولا … أسلوبكم تلك الأساليبُ
باسم عميدِ الرؤساءِ الذي … ما زاد في معناه تلقيبُ
ردَّ عليها بعدَ ما أيمتْ … أبناؤها الغرُّ المناجيبُ
اكفِ الذي استكفوك واحملْ لهم … ما تحملُ الصمُّ الأهاضيبُ
ململمَ الجنبِ أمينَ القوى … و كلهم أدبرُ مجلوبُ
و قدْ أعاديك بأرسانهم … قسراً فمركوبٌ ومجنوبُ
و ارتعْ من الدولة في ظلة ٍ … رواقها بالعزَّ مطنوبُ
محمية الروضة ِ مرقية … و الروضُ بالرعيانِ مسلوبُ
أفياؤها فيحٌ وماءُ الحيا … في ظلها السابغِ مسكوبُ
و اصحبْ من النيروزِ يوماً يفي … بالعزّ إن خان الأصاحيبُ
يكرُّ بالإقبال ما خولفتْ … صدورُ دهرٍ وأعاقيبُ
يغشاكمُ يخدمُ إقبالكم … ما حنَّ للفرجة ِ مكروبُ
لا تستجيرون بعمرو ولا … واعدكم بالعمرِ عرقوبُ