تَلافَ السَّهمَ أُثبِتَ في الشَّغافِ – السري الرفاء

تَلافَ السَّهمَ أُثبِتَ في الشَّغافِ … و هل يُنْجيكَ من تَلَفٍ تَلاَفي

تُذَكِّرُني العَفافَو ليس هذا … أوانَ العَفْوِ عنكو لا العَفافِ

و قد برقَ الهجاءُ بقَاصِفاتٍ … تَهُمُّ لها قَناتُكَ بانقِصافِ

فرشْتُ لك البسيطة َ منه جَمراً … يَضُرُّ بذي الحِذاءِو أنتَ حافي

و كيفَ تنالُ عارفتي وعفوي … و لم تَمْحُ اعترافَكَ باعترافِ

أرى الجَزَّارَ هَيَّجَني ووَلَّى … و كاشَفَني وأسرعَ في انكشافي

ورفَعَ شِعرَه بعيونِ شِعري … فشابَ الشَّهدَ بالسُّمِّ الزُّعافِ

لقد شَقِيَتْ بمِديَتِكَ الأضاحي … كما شَقِيَتْ بغارَتِكَ القَوافي

توعَّرَ نَهْجُها بكو هو سَهلٌ … وَكُدِّرَ وِرْدُها بكو هو صافي

فتكْتَ بها مثقَّفَة َ النَّواحي … على فِكْرٍ أَسَدَّ من الثِّقافِ

لها أَرَجُ السَّوالفِ حينَ تُجلَى … على الأَسماعِأو أرَجُ السُّلافِ

جمَعْنَ الحُسْنَيَينِفمِن رِياحٍ … مُعَنْبَرَة ٍو أرواحٍ خِفافِ

و ما عَدِمَتْ مُغيراً منكَ يَرمي … رقيقَ طباعِها بطباعِ جَافي

كأنَّ مَحاسِنَ الأشعارِ شَرْعٌ … تُحَبِّبُهُفجاءَ على الخِلافِ

مَعانٍ تُستَعارُ من الدَّياجي … و ألفاظٌ تُقَدُّ من الأثافي

كأنَّك قاطفٌ منها ثِماراً … سُبِقْتَ إليه إبَّانَ القِطافِ

و شَرُّ الشِّعْرِ ما أدَّاهُ فِكْرٌ … تَعَثَّرَ بينَ كَدٍّ واعتسافِ

لقد شَكَتِ القَصائِدُ منك ضَيماً … فهل حامٍ يَقيها الضَّيمَ كافي

جَرَيْتَو طِرْفُها السبَّاقُ جارٍ … و ضِقْتَ وباعُها الممتدُّ وافي

و تزعُمُ أنَّكَ المشهورُ فَضْلاً … فَلِمْ تَخفَىو بَرقُ الحَيْنِ خافي

تَفاوَتْناو هل تَخفَى القُدامى … على لَحْظِ العُيونِ مِنَ الخَوافي

و فَضْلُ الهامِ من بُغْضِ الذُّنابى … و عِزُّ التَّاجِ من ذُلِّ الخِصافِ

رُمِيتَ منَ الهجاءِ بذي غِمارٍ … إذا ما فاضَ غَرَّقَ ذا النِّطافِ

و ضاقَ بكَ الفضاءُ الرَّحْبُ لمَّا … عَطَفْتُ عليك فَضفاضَ العِطافِ

و لستُ أُسيءُ مُبتَدِئاًو لكنْ … أجازي بالإساءَة ِ أو أكافي

سأَشفي الشِّعْرَ منك بِنَظْمِ شِعْرٍ … تَبيتُ له على مثلِ الأَثافي

و أُبْعِدُ بالمَوَدَّة ِ منك جُهدي … فَقِفْ لي بالمَوَدَّة ِ خَلفَ قافِ