تَرَنَّمْ بِأَشْعَارِي، وَدَعْ كُلَّ مَنْطِقِ – محمود سامي البارودي

تَرَنَّمْ بِأَشْعَارِي، وَدَعْ كُلَّ مَنْطِقِ … فَمَا بَعْدَ قَوْلِي مِنْ بَلاَغٍ لِمُفْلِقِ

هُوَ الْعَسَلُ الْمَاذِيُّ طَوْراً، وَتَارَة ً … يَثورُ الشَجا مِنهُ مَكانَ المُخَنَّقِ

يُغنِّى بهِ شادٍ ، ويَحدو رِكابهُ … بهِ كلُّ حادٍ بينَ بيداءَ سَملَقِ

فَطَوْراً تَرَاهُ زَهْرَة ً بَيْنَ مجْلِسٍ … وَطَوْراً تَرَاهُ لَهْذَماً بَيْنَ فَيْلَقِ

وَمَا كَلَفِي بِالشِّعْرِ إِلاَّ لأَنَّهُ … مَنارٌ لِسارٍ ، أو نَكالٌ لأِحمَقِ

عَلِقتُ بهِ طِفلاً ، وشِبتُ ولَم يَزَلْ … شَدِيداً بِأَهْدَابِ الْكَلاَمِ تَعَلُّقِي

إِذَا قُلْتُ بَيْتاً سَارَ فِي الدَّهْرِ ذِكْرُهُ … مَسِيرَ الْحَيَا مَا بَيْنَ غَرْبٍ وَمَشْرِقِ

يَهِيمُ بِهِ رَبُّ الْحُسَامِ حَمَاسَة ً … وَتَلْهُو بِهِ ذَاتُ الْوِشَاحِ الْمُنَمَّقِ

بَلَغْتُ بِشِعْرِي مَا أَرَدْتُ، فَلَمْ أَدَعْ … بَدَائعَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ

فَهَذَا نَمِيرُ الشِّعْرِ، فَاقْصِدْ حِيَاضَهُ … لِتروَى ، وهَذا مُرتَقَى الفضلِ فارتَقِ