تَذَكَّرَ أيامَه الخالِية – السري الرفاء

تَذَكَّرَ أيامَه الخالِية … فما رَقَأَت عَبرة ٌ جَاريه

أقولُ لمُعتَكِرِ الطُّرَّتَيْنِ … مِنَ الغَيثِ مُلتَهِبِ الحاشِيه

على الرَّبَضِ المُرتَدِي بالرِّياضِ … سِجالُك والبِيعة ِ الدَّانيه

على طَلعة ِ الجَدِّ نَغنَى بِها … عن الصُّبحِ في اللَّيلة ِ الدَّاجِيه

و حَسناءَ لمَّا يَشِن حُسنَها … تَقادمُ أعوامِها الماضيه

و مأهولة ٍ من تَماثِيلِها … إذا هي يوماً غدَت خَاليه

و ما منحَ الشمسَ شَمَّاسُها … و ما خَبَأَ القَسُّ في الخابيه

فسَقياً لملعبِ غِزلانِها … و أَعظُمِ رُهبانِها البَاليه

و ساحرة ِ الطَّرفِ مَطبوعة ٍ … على الظَّرفِ مُقسِمة ٍ شَافيه

و نقشِ عَبِيرٍ على وَجنة ٍ … كما نُقِشَ الوَردُ بالغاليه

رِباعٌ تَقنَّصتُ غِزلانَها … و قَارَعتُ آسادَها الضَّاريه

إذا غَنَّتِ الطَيرُ فيها ضُحًى … حَسِبْتُ القِيانَ بها شَاديه

و إن راحَ رُعيانُها أَطْرَبَتْكَ … فَواقِدُ أولادِها الثَّاغيه

لَقِيتُ سروري بها كاملاً … و صافحْتُ كأسي بها وافِيه

فإن أرَها سَالِماً أَستَلِم … فَوارِعَ أركانِها العالِيه

وَأغْشَ بحَانَة َ أُترُجَّة ٍ … أَمُت ثالثَ الدَّنِّ والباطيه

و يَغْمِزُ كفِّيَ كَفَّ النَّديمِ … و يُومِضُ طَرفي إلى السَّاقِيه

و أسبُقُ بالشُّكرِ أَولَى الصَّلاة ِ … وَ أَثْنِي العِنانَ إلى الثانيه

و أَضرِبُ بالفَصِّ وجهَ الثَّرى … فإمَّا عليَّ وإمَّا لِيه

فإن كُنتَ للخُلدِ رَيحانة ً … فدَعني أكُنْ حَطَبَ الهاويه

و إن كنتَ تَدعو إلى مَذهبٍ … فإني إلى تَركِه دَاعيه